تحذير رئيس وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين من خطة إسرائيلية قد تقود إلى نكبة ثانية
خطة نتنياهو واستيلاء غزة
قال فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، في حديث لموقع “ميدل إيست آي”، إن خطة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو للسيطرة الكاملة على غزة، إلى جانب خطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية الجديدة للقطاع، تبدو كأنها تمهيد لنكبة ثانية. ووجه لازاريني انتقادات لإسرائيل بسبب إرسال قافلة صغيرة من الشاحنات التي تحمل الإمدادات الحيوية إلى غزة، مشيرًا إلى أن ذلك “غير كافٍ للغاية” وأن “الجميع في غزة جائعون”.
الوضع الإنساني الكارثي
قبل الحصار الحالي، كانت منظمات الإغاثة قادرة على إدخال حوالي 600 شاحنة يوميًا – وهو الحد الأدنى من المساعدات التي تقول المنظمات الإنسانية إنها ضرورية لسكان غزة. لكن خلال الأسبوع الماضي، دخلت 119 شاحنة فقط إلى غزة، حسب شبكة من منظمات الإغاثة الفلسطينية. وأشار لازاريني إلى أن “ما نتحدث عنه في الوقت الحالي هو قطرة في بحر من المعاناة والاحتياجات”.
انتقادات وتداعيات جديدة
ارتفع الغضب العالمي بسبب استئناف إسرائيل حصارها على غزة منذ 11 أسبوعًا، مما ترك معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون فلسطيني على حافة المجاعة، مع نفاد الإمدادات الطبية والوقود. وقد أدى الحصار إلى تحذيرات من آلية مراقبة الجوع التابعة للأمم المتحدة وأثار انتقادات غير مسبوقة من حلفاء إسرائيل الغربيين، بما في ذلك المملكة المتحدة وكندا وفرنسا، حيث حذروا من اتخاذ “إجراءات ملموسة”، بما في ذلك فرض عقوبات، إذا استمرت الحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة والحصار على المساعدات الإنسانية.
خطة توزيع المساعدات الجديدة
كرر نتنياهو يوم الأربعاء نية حكومته في احتلال غزة بالكامل وتطبيق خطة توزيع مساعدات جديدة مدعومة من الولايات المتحدة، من شأنها أن تحل محل جميع المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة. ستدير هذه الخطة هيئة متمركزة في جنيف تُدعى “مؤسسة غزة الإنسانية”، والتي ستشرف على توزيع المساعدات للفلسطينيين الذين تم فرزهم مسبقًا في عدد من مراكز التوزيع في جنوب القطاع.
وقال نتنياهو إن الهدف من الخطط هو منع حركة حماس من السيطرة على المساعدات الإنسانية. وتتضمن الخطة ثلاث مراحل: الأولى دخول “الإمدادات الغذائية الأساسية” إلى غزة، والثانية إنشاء نقاط توزيع غذائية تديرها شركات أمريكية وتؤمنها الجيش الإسرائيلي، وأخيرًا إنشاء “منطقة معقمة” إلى الجنوب حيث سيتم إعادة توطين السكان المدنيين بعيدًا عن مناطق القتال.
انتقادات الأونروا للخطة الجديدة
رفض مسؤولو الأمم المتحدة، بما في ذلك لازاريني، خطط نتنياهو بوصفها محاولة لاستبدال نظام التوزيع الإنساني القائم لللأمم المتحدة في غزة. وأوضح لازاريني أن نظام المساعدات الجديد يقوض المبادئ الإنسانية الأساسية وينطوي على “إعادة توظيف للسكان”.
وأشار إلى أن الأونروا ومنظمات الإغاثة الأخرى تدير حاليًا 400 نقطة توزيع للطعام في غزة. ولكن النظام الجديد يركز توزيع المساعدات في مناطق محددة في الجنوب، مما يجبر الناس على التحرك من مناطقهم الأصلية للوصول إلى الإمدادات الأساسية.
نكبة ثانية
قال لازاريني إن خطة نتنياهو للسيطرة الكاملة على غزة، إلى جانب خطة توزيع المساعدات الجديدة، تمثل بداية لفقدان الفلسطينيين لمنازلهم من جديد. ونبه إلى أن غزة قد لا تعد مكانًا للفلسطينيين بعد الآن، مما يسفر عن “نكبة ثانية”.
تشير كلمة “نكبة” إلى تهجير الفلسطينيين القسري أثناء تأسيس إسرائيل عام 1948، حيث تم إبعاد حوالي 750,000 من منازلهم ليصبحوا لاجئين في دول مجاورة. اليوم، يُعتبر 80% من سكان غزة لاجئين أو أحفاد للاجئين تم تهجيرهم منذ النكبة.
التحديات المستمرة أمام الأونروا
تعتبر الأونروا، التي تتألف معظم موظفيها من اللاجئين الفلسطينيين، هدفًا للهجمات الإسرائيلية منذ بداية الحرب على غزة في أكتوبر 2023. وقد لقي 310 من موظفيها حتفهم على يد الجيش الإسرائيلي، وتم تدمير أكثر من 80% من مبانيها. وذكر لازاريني أن المنظمة لا تزال تعمل بمواردها المتبقية على الرغم من هذه التحديات.
كما أقر الكنيست الإسرائيلي قوانين جديدة تمنع الأونروا من العمل داخل إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في غزة حيث تعاني الوكالة من قيود شديدة في نشاطها.
الخطة الإسرائيلية الجديدة أثارت تساؤلات واسعة حول نوايا إسرائيل الحقيقية ومدى التزامها بالمبادئ الإنسانية، حيث يعتقد الكثيرون أن الأهداف تبدو عسكرية أكثر من كونها إنسانية