وهد الصحة في المملكة المتحدة: الاتجاهات والبيانات الأخيرة
تدهور صحة المملكة المتحدة
تشير الأدلة إلى أن صحة المملكة المتحدة تعاني من تدهور ملحوظ. فقد توقفت تحسينات متوسط العمر المتوقع، ويتوقع أن يعاني عدد متزايد من الأشخاص من سوء الصحة، ولا تزال الفجوات العميقة في الصحة قائمة بين المجتمعات الأشد فقراً والأكثر ثراءً. تُعد معدلات الوفيات مؤشراً معروفاً لصحة ورفاهية السكان، وهو مقياس مفيد للمقارنة. تساعد المقارنات الدولية على فهم ما إذا كانت هذه التحديات فريدة للمملكة المتحدة، وأين يمكن أن يكون هناك مجال للتحسين.
في عام 2019، قام ديفيد ليون وزملاؤه من كلية لندن للصحة العامة والطب الاستوائي بمقارنة الاتجاهات في الوفيات في إنجلترا وويلز بين عامي 1990 و2016 مع الاتجاهات في 22 دولة أخرى ذات دخل مرتفع. أظهرت هذه الدراسة أن:
- التباطؤ في تحسين معدلات الوفيات في إنجلترا وويلز خلال العقد 2010 كان أكثر وضوحًا مقارنة بالدول الشريكة.
- كانت معدلات الوفيات بين الإناث في إنجلترا وويلز أعلى باستمرار من المعدلات في الدول الشريكة طوال الفترة.
- ظهرت اتجاهات متزايدة نحو تدهور معدلات الوفيات بين الفئة العمرية من 25 إلى 49 عامًا في المملكة المتحدة مقارنة بنفس الفئة في الدول الشريكة.
تحديث البحث حول الاتجاهات في معدلات الوفيات
لتعميق الفهم ومقارنة الاتجاهات في معدلات الوفيات في المملكة المتحدة مع الدول الشريكة، قامت مؤسسة الصحة بتمويل الفريق الذي أجرى هذا البحث في عام 2019 لتحديث تحليله بإضافة بيانات أكثر حداثة، وتوسيع نطاقه ليشمل جميع الدول والمناطق في المملكة المتحدة، واستكشاف الأسباب المحددة للوفاة التي تؤدي إلى هذه الاتجاهات.
أبرز البحث، الذي نُشر في موقع كلية لندن للصحة العامة والطب الاستوائي وعلى خادم ما قبل الطباعة medRxiv، حجم التحديات التي تواجه المملكة المتحدة في سعيها نحو “بريطانيا أكثر عدلاً، حيث يعيش الجميع بشكل جيد لفترة أطول”.
الاتجاهات الرئيسية لمعدلات الوفيات في المملكة المتحدة
الاتجاهات العامة لمعدلات الوفيات
بين عامي 1990 و2023، انخفضت معدلات الوفيات لكل من الذكور والإناث في المملكة المتحدة، لكن معظم هذه التحسينات حدثت قبل أوائل العقد 2010. تحسن الرقم بشكل أسرع بالنسبة للذكور، حيث انخفضت معدلات وفيات الإناث بنسبة 30%، بينما انخفضت معدلات وفيات الذكور بنسبة 38%. ومن 2011 إلى 2019، تباطأ معدل التحسن، ليكون انخفاض معدلات وفيات الإناث 5% ومعدلات وفيات الذكور 7%. ثم زادت معدلات الوفيات في عام 2020 بسبب الجائحة.
مقارنة اتجاهات الوفيات بالمقارنة مع الدول الشريكة
تختلف الاتجاهات في معدلات الوفيات في المملكة المتحدة عن تلك الموجودة في معظم الدول الشريكة، حيث كانت هناك تباطؤات أقل حدة هناك. في بداية التسعينيات، كانت معدلات الوفيات لدى الذكور في المملكة المتحدة أعلى بنسبة 5% عن المعدل الوسيط للدول الشريكة، بينما كان المعدل بين الإناث أعلى بين 4% إلى 13% طوال الأعوام، مما يعني أن أداء المملكة المتحدة كان أسوأ باستمرار.
الفروق بين الأمم الأربعة في المملكة المتحدة
تعكس الاتجاهات العامة لمعدلات الوفيات في كل من الدول الأربعة (اسكتلندا، أيرلندا الشمالية، ويلز، وإنجلترا) الاتجاه العام للبلد، بما في ذلك التباطؤ الذي حدث في العقد 2010. ومع ذلك، تم ملاحظة تفاوتات كبيرة بين الدول. كانت معدلات الوفيات الذكر والأنثى الأقل في إنجلترا في عام 2021، بينما كانت أعلى في اسكتلندا.
الفروق في معدلات الوفيات عبر إنجلترا
يمكن أن يؤدي النظر إلى إنجلترا كمجموعة كاملة إلى إخفاء التفاوتات الصحية الملحوظة التي توجد بين المناطق. في عام 2021، كانت معدلات الوفيات أعلى بنسبة تزيد عن 20% في الشمال الغربي والشمال الشرقي مقارنة بجنوب غرب إنجلترا.
الدروس المستفادة والإجراءات المحتملة
تشير النتائج إلى أن التحسينات في معدلات الوفيات قد توقفت بشكل ملحوظ خلال العقد 2010. يتطلب معالجة هذه التحديات استراتيجيات متعددة القطاعات واستثمار عام كافٍ لتعزيز الصحة والحد من الفجوات الصحية.
يمكن للحكومة البريطانية أن تتخذ خطوات مهمة تساعد في تحسين الصحة العامة، بما في ذلك وضع أهداف واضحة لمعالجة الفقر في الدخل وتعزيز السياسات الصحية القابلة للتنفيذ.
يمكن أن يقود التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني إلى تحقيق تغيير حقيقي في الصحة العامة في المستقبل