2025-03-06 02:03:00

تأثير تقليص المساعدات الخارجية الأمريكية على القوى الناعمة

مشروع “أهلا سمسم” في العراق تحت التهديد

لندن: من بين الضحايا الأخيرة للتقليص الكبير في الإنفاق الخارجي الأمريكي، يتصدر مشروع تعليمي في العراق تم تطويره من قبل القائمين على برنامج الأطفال الأمريكي الشهير “شارع سمسم”. استخدمت إدارة ترامب منحة قدرها 20 مليون دولار الممنوحة لهذا المشروع كنموذج رئيسي لما اعتبرته تبذيرًا وأجندة ليبرالية في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). ومع إلغاء هذا المشروع، يبدو أن الأثر واسع النطاق يتجلى في إضعاف القوة الناعمة الأمريكية، ليس فقط في الشرق الأوسط ولكن حول العالم.

تقليص المساعدات الخارجية الأمريكية

في بداية فترة ولايته، أوضح الرئيس دونالد ترامب أنه يعتزم تغيير أحد الأعمدة الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية من خلال تقليص إنفاق المساعدات الخارجية بشكل كبير. وتم الكشف عن شدة هذا التقليص مؤخرًا عندما أعلنت الإدارة عن تخفيضات في التمويل بمقدار 60 مليار دولار، بما في ذلك إلغاء 90% من العقود الموقعة مع USAID. وتُعتبر هذه الوكالة من أكبر مزودي المساعدات الخارجية في العالم، والتي تتضمن تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية لملايين الناس.

مشروع “أهلا سمسم العراق”

المنحة موضوع النقاش ترتبط بمشروع تعليمي يُعرف باسم “أهلا سمسم العراق”، الذي تديره مؤسسة “شارع سمسم”. وتم إطلاق “أهلا سمسم” في 2020 بدعم من منحة قدرها 100 مليون دولار من مؤسسة ماك آرثر. كان مشروع “أهلا سمسم العراق” عبارة عن استنساخ تم إطلاقه في 2021 بالتعاون مع “إنقاذ الأطفال” و”ميرسي كوربس”، بهدف دعم المجتمعات في العراق المتأثرة بالصراع والعنف.

أفادت وثائق USAID أن المنحة المقدرة بـ 20 مليون دولار كانت من المقرر أن تُوزع على مدى سبع سنوات، وقد تم صرف ما يقرب من 11 مليون دولار قبل وقف المشروع الشهر الماضي، وفقًا للبيانات الحكومية الأمريكية.

تأثير التقليص على القوة الناعمة الأمريكية

يعتبر دعم مشاريع “شارع سمسم” استثمارًا جيدًا في القوة الناعمة، وفقًا لجو بايدن، أستاذ في جامعة هارفارد، الذي صاغ مصطلح “القوة الناعمة”. وتؤدي التغييرات في سياسة الحكومة إلى ضرر واضح في القوة الناعمة الأمريكية، نظرًا لأهمية USAID في تحسين صورة الولايات المتحدة حول العالم.

أفاد موظف في USAID الذي كان متخصصًا في العراق بأن الانسحاب من تقديم المساعدات لعدد كبير من النازحين يعد “غير إنساني” خاصة في ظل العواقب الناتجة عن الغزو الأمريكي للعراق عام 2003. وأعربت رنا سويس، مالكة شركة إعلامية في الأردن، عن استيائها حول إلغاء المساعدات وناقشت كيف كانت بلدها يعتمد بشكل كبير على الوكالة وما تعنيه القيم الأمريكية الآن.

الفجوة المُحتملة في القوة الناعمة وما قد يترتب عنها

الأسئلة الرئيسية الآن تدور حول ما إذا كانت الصين ستدخل لملء الفراغ الناتج عن تخفيض الدعم الأمريكي. على مدار أكثر من عقد، حاولت الصين تعزيز تأثيرها بالقوة الناعمة، ومع ذلك، كانت مساعدتها الخارجية أقل بكثير مقارنة بما كانت تنفقه الولايات المتحدة.

والخلاصة، بينما تتكيف المنظمات غير الحكومية والحكومات والشركات في المنطقة مع فقدان مصدر دعم خارجي كبير، يظل من غير الواضح مدى تأثير هذه التغييرات على القوة الناعمة الأمريكية وما إذا كانت ستتلقى آثارها على المدى البعيد.

علامات ذات صلة:

• القوة الناعمة
• المساعدات الخارجية الأمريكية
• مشروع أهلا سمسم
• التأثيرات الجيوسياسية
• التعليم في العراق