Skip to content

تركيا وقطر: ثنائي يتحكم في إعادة تشكيل الشرق الأوسط تحت مظلة ترامب

دور تركيا وقطر في إعادة تشكيل الشرق الأوسط تحت إدارة ترامب

الشراكة الاستراتيجية في سوريا

تتجه الأنظار نحو الدور المتزايد لكل من تركيا وقطر في إعادة بناء سوريا، حيث تساهم الغاز القطري والقدرات العسكرية التركية في دعم بلاد تعاني من الخراب نتيجة الحرب. بينما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للابتعاد عن التدخل الغربي في شؤون المنطقة، يُعتبر هذان الحليفان المحليان أساسيان في تفاصيل إعادة بناء سوريا. يقول مسؤول عربي رفيع: “ترامب لديه الكثير من القضايا على جدول أعماله، من الصين ومحادثات إيران إلى الحرب في أوكرانيا. لا يرغب في التدخل. في سوريا، لديه حلفاء محليون لا يمانعون في الانخراط في تفاصيل إعادة الإعمار.”

الاستثمارات والصفقات

أبرمت قطر والسعودية صفقات لدفع رواتب موظفي الحكومة السورية، وبدأت الدوحة في مارس بتزويد سوريا بالغاز عبر الأردن. في الوقت نفسه، تتفاوض تركيا مع دمشق على اتفاق دفاعي في ظل الغارات الجوية الإسرائيلية. في مايو، وقعت كل من تركيا وقطر والولايات المتحدة اتفاقية طاقة بقيمة 7 مليارات دولار تتيح للدول الثلاث بناء أربعة محطات للطاقة الغازية ومحطة شمسية لتعزيز إمدادات الطاقة المحدودة في سوريا.

تعقيدات السياسة الإقليمية

يتضح أن الدور النشط لتركيا وقطر في سوريا هو نتيجة لعلاقات تاريخية بينهما، حيث تمتلك تركيا ثاني أكبر جيش في الناتو، لكن تعاني من نقص في السيولة. في المقابل، تعتبر قطر من أبرز مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم، مع عدد قليل من المواطنين. على الرغم من مشكلات العلاقات بينهما، خاصة بعد الحصار الذي فرضته السعودية في 2017، يظهر التحول المفاجئ في الموقف الأمريكي إزاء دعمهما.

قضايا الأكراد والمصالح الأمنية

ويسلط الضوء على التحديات المتعلقة بسياستهم في سوريا، حيث تتعاون القوات الأمريكية مع وحدات حماية الشعب الكردية، وهي تعتبرها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني (PKK) المحظور. يُعتقد أن الولايات المتحدة تحتاج إلى تعاون تركيا لعلاج القضايا المتعلقة بالأمن والسلام في المنطقة. يقول باسام باراباندي، دبلوماسي سوري سابق: “لا يمكنك أن تكون لديك سوريا مستقرة دون معالجة موضوع الـ PKK. يجب أن تعمل الولايات المتحدة مع الأتراك، وإلا سيكون هناك حرب أخرى.”

التوجهات الدولية واللعب الإقليمي

تعليقات ترامب في السعودية، حيث أعلن عن رفع جميع العقوبات الأمريكية على سوريا، تعكس المصالح المتبادلة بين تركيا وقطر والسعودية فيما يتعلق بالاستقرار في سوريا. تجري الحوار بين دولة الإمارات ودمشق أيضاً مع بعض الاستثمارات، مما يوضح أن الدول الخليجية تسعى لتوحيد جهودها في المنطقة.

الخلاصة

بينما تتصاعد حدة التأثيرات الإقليمية في الشرق الأوسط، تبرز دور تركيا وقطر كقوتين محورتين في جهود إعادة بناء سوريا، وهو ما يبدو أنه يتماشى مع السياسة الأمريكية الجديدة التي تهدف لدعم التعاون بين الدول المحلية وتعزيز مصالحها في مواجهة المشكلات الأمنية والتحديات السياسية

Scroll to Top