هجوم الأصوات المؤيدة لإسرائيل على العزلية في إدارة ترمب
التحذيرات من تصعيد الصراع مع إيران
تهمت بعض الأصوات الإعلامية المقربة من الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، بأن عملاء موساد و”صقور الحرب” يدفعون الولايات المتحدة نحو صراع مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. هذه التصريحات لم تصدر من وسائل الإعلام التي تديرها الدولة في طهران، بل من بعض المؤيدين المقربين لترمب.
ففي الأسبوع الماضي، استضاف مقدم البرامج الحواري المحافظ تاكر كارلسون، مسؤولا رفيع المستوى في وزارة الدفاع، زعم أنه تمت إقالته لأنه كان عقبة أمام توجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد إيران. وفقًا لتقارير إعلامية متعددة، تم إقالة دان كالدويل، المستشار الرئيسي لوزير الدفاع بيت هيغسث، من البنتاغون بتهم تسريب معلومات سرية عن استخدام هيغسث لتطبيق “سيجنال” للدردشة.
الانقسامات داخل إدارة ترمب
تظهر الإدارة الحالية لترمب انقساما واضحا بين الجمهوريين التقليديين مثل وزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايك والتز، وبين العزليين من “أمريكا أولاً” مثل كبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد.
المؤيدون لترمب في وسائل الإعلام، مثل كارلسون والمستشار السابق ستيف بانون، يمارسون نفوذا غير مسبوق في تشكيل رؤى ترمب بشأن السياسة الخارجية. وقد أظهرت إقالة كالدويل واثنين آخرين من كبار المسؤولين في البنتاغون كيف أن العزليين “أمريكا أولاً” قد بدأوا في التفاعل بقوة ضد الأصوات المؤيدة لإسرائيل، بما يعكس مدى الابتعاد عن الموقف التقليدي المتشدد الذي اتخذته الجمهورية في الماضي.
تزايد الشكوك تجاه إسرائيل
قامت شخصيات إعلامية مؤيدة لترمب بتسليط الضوء على ميراف سيرين، التي تم ترشيحها لرئاسة ملف إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض. ويرجع ذلك إلى أنها وُلدت في حيفا، إسرائيل، وعملت في وزارة الدفاع الإسرائيلية.
تشير التغطية الإعلامية إلى تزايد التوجه في الولايات المتحدة للتشكيك في السياسات الإسرائيلية منذ الهجمات التي قادتها حماس في 7 أكتوبر 2023، مما أدى إلى غزو إسرائيل لغزة واندلاع حرب في الشرق الأوسط. ووفقًا لاستطلاع تابع لمركز بيو، عبّر 53% من الأمريكيين عن آراء سلبية تجاه إسرائيل، ارتفاعًا من 42% في مارس 2022، في تحول ملحوظ بين الجمهوريين الشباب تحت سن 50.
توجهات السياسة الخارجية لترمب
في الوقت الذي يسعى فيه ترمب إلى التوفيق بين غرائزه القوية في السياسة الخارجية ووعده بعدم بدء حروب جديدة في الشرق الأوسط، كشفت تصريحات أقرب مبعوثيه عن تناقضات. حيث أشار ستيف ويتكوف، مبعوث ترمب للشرق الأوسط، سابقًا إلى أن واشنطن قد تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بمعدلات منخفضة، لكنه تراجع لاحقًا تحت ضغط الأصوات المؤيدة لإسرائيل، حيث قال إن على طهران “التوقف عن تخصيب” برنامجها النووي بالكامل.
فيما قال روبيو هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة قد تعود إلى اتفاق يسمح لإيران بالاحتفاظ ببرنامج نووي مدني، بشرط أن توقف تخصيب اليورانيوم، وبدلاً من ذلك تُشحن المواد من الخارج. وهناك محادثات جارية بين الفرق الفنية الأمريكية والإيرانية في عمان.
الختام
تشير التطورات في سياسة ترمب تجاه إيران إلى وجود ديناميات جديدة تعكس تحولات كبيرة في الساحة السياسية الأمريكية، بينما يعكف بعض المتحدثين في الإعلام على الدفاع عن موقف “أمريكا أولاً” والتشكيك في العلاقات التاريخية مع إسرائيل