تقييم احتمالات العسكرية الأمريكية ضد إيران: تاريخ “مهمة التوسع”
خلفية تقييم ترامب لضربات عسكرية على إيران
يبدو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يفكر جدياً في توجيه ضربات عسكرية ضد منشأة “فوردو” النووية الإيرانية، ولكن تاريخ “مهمة التوسع” في الشرق الأوسط يلوح في الأفق وراء هذه المداولات. تعني “مهمة التوسع” أن أهداف الحملة العسكرية تبدأ في التأرجح وتتطور إلى التزام أطول غير متوقع، وقد ميزت العديد من المغامرات العسكرية الأمريكية حول العالم.
تاريخ التدخل الأمريكي في الشرق الأوسط
أشار توم إي ريك، مؤلف كتاب “فشل: المغامرة العسكرية الأمريكية في العراق”، إلى أن “الولايات المتحدة إذا انضمت إلى الحرب في إيران – وإلى الآن أظن أنها لن تفعل – ستخطط فقط لشن غارات محدودة. ولكن كما نعلم جميعاً، من الأسهل الدخول في الحرب أكثر من الخروج منها”.
ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن ترامب قد وافق على خطة هجوم أمريكية ضد إيران لكنه ينتظر رؤية ما إذا كانت إيران ستتعهد بالتخلي عن برنامجها النووي. وورد في تقرير آخر لصحيفة “نيويورك تايمز” أن إيران مستعدة لقبول عرض ترامب للقاء. ومع ذلك، تاريخ التدخل يظهر أن الولايات المتحدة قد تواجه صعوبة في التوقف عند “فوردو”، حتى لو أراد ترامب ذلك.
المقارنة مع غزو العراق عام 2003
تشير المداولات حول الهجوم على إيران إلى التشابه مع قرار غزو العراق في عام 2003، لكن يمكن أن تكون هذه مقارنة خاطئة. من المعروف أن التدخل الأمريكي في العراق كان تدريجياً، مع فرض منطقة حظر طيران في عام 1991، وشن غارات واسعة في عام 1998.
تدخّل إسرائيلي يقود الحرب
ترامب، الآن على وشك الانضمام إلى إسرائيل في ذروة حملتها الطويلة لإعادة كتابة ميزان القوة في الشرق الأوسط بعد الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023. هذا الهجوم أشعل حرباً إقليمية شملت الاحتلال الإسرائيلي لشريط غزة. إذاً، يبرز تساؤل حول الهدف من هذه الضربات، في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة.
الظروف الحالية والتفاوض مع إيران
كان من المقرر أن يجتمع إيران والولايات المتحدة في عمان لإجراء الجولة السادسة من المحادثات النووية التي تهدف إلى تقليص برنامج إيران النووي. حتى أن مديرة الاستخبارات الوطنية ترامب، تولسي غابارد، قد أشارت في مارس أن إيران لا تسعى لبناء سلاح نووي، وهو ما تجاهله ترامب واعتبر أن إيران كانت قريبة جداً من ضم السلاح النووي.
التهديد المحتمل لمهمة التوسع
تشير التقديرات إلى أن الضربات الأمريكية قد تستهدف منشأة فوردو، التي تقع على عمق نصف كيلومتر تحت الأرض. ومع ذلك، يجب أن نأخذ في الاعتبار تاريخ التورط العسكري الأمريكي الذي نادراً ما نجح في avoiding compromiss متعمقة بعد الضربات الأولية. فعلى سبيل المثال، التحالف الذي قادته الولايات المتحدة في ليبيا عام 2011 بدأ كحماية مدنية ولكنه انتهى بانفجار صراع داخلي.
هل الهدف هو تغيير النظام؟
في حين أن إدارة ترامب لن تعلن هدفها كونه تغيير النظام في إيران، إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صرح بأن الهجمات على طهران قد تؤدي إلى انهيار الحكومة. مستشهداً بأن إيران “ضعيفة جداً”.
الخاتمة: التحليلات والمخاوف من التورط المتزايد
إذا قرر ترامب الإنخراط في الحرب مع إسرائيل، لينقل أهدافه إلى تغيير النظام، سيكون ذلك تحولا كبيرا للرئيس الذي انتقد “المتدخلين” و”بناة الأمم”. الوضع الحالي مختلف تماماً عن الماضي، حيث سيكون الهدف الأساسي هو تدمير الكثير من البنية التحتية العسكرية في إيران، والتسبب في حالة من الفوضى أو حتى تغيير النظام.
إن هذا التحدي قد يضع الولايات المتحدة على حافة المخاطر العسكرية المتزايدة، مما يطرح تساؤلات جدية حول الخطوات التالية في تحركاتهم على الصعيد الدولي