العبء الاقتصادي العالمي للخرف المبكر: التحديات المتزايدة وآثارها الاجتماعية
تزايد حالات الخرف حول العالم
بحسب البيانات، هناك حوالي 57.4 مليون شخص يعانون من الخرف على مستوى العالم في عام 2019، مع تكاليف اقتصادية تقدر بـ 2.8 تريليون دولار. من المتوقع أن يبلغ عدد المصابين بالخرف 152.8 مليون بحلول عام 2050، مما سيؤدي إلى زيادة العبء الاقتصادي إلى 16.9 تريليون دولار. يشير هذا التزايد إلى تحول الخرف إلى قضية صحية عامة خطيرة في السنوات القادمة.
الخرف المبكر: التحديات والخصائص
يعتبر الخرف غالبًا مرضًا مرتبطًا بكبار السن، إلا أن الخرف المبكر (EOD) الذي يتم تشخيصه لدى الأفراد تحت سن 65 عامًا، غالبًا ما يبقى دون ملاحظة. يتميز EOD بأعراض أكثر تنوعًا مقارنةً بالخرف المتأخر، مثل الخلل الإدراكي والأعراض النفسية والتغيرات السلوكية، مما يؤدي إلى تأخير في التشخيص وسوء تقدير الحالة أحيانًا على أنها ضعف إدراكي بسيط أو اكتئاب.
العوامل الجينية وأبعاد الخرف المبكر
تشير الأبحاث إلى أن مرض الزهايمر، وهو المسبب الرئيسي للخرف المبكر، يقترن بزيادة الاستعداد الجيني في الفئات العمرية الأصغر. كما أن خرف الزهايمر المبكر يتطور بشكل أسرع، مما يؤثر على نوعية الحياة والقدرة على العمل، في وقت يكون فيه المرضى في ذروة مسيرتهم المهنية.
الآثار الاجتماعية والأسرية
تشير الدراسات إلى أن الخرف المبكر يؤثر بعمق على الأفراد والأسر والمجتمع ككل. يفقد المرضى الكثير من قدراتهم الإدراكية والوظيفية، مما يتسبب في فقدان الاستقلالية ويسبب ضغوطًا اقتصادية ونفسية على العائلات.
البيانات والاتجاهات العالمية
بينما توفر بعض التحليلات الحالية حول العبء العالمي للخرف المبكر معلومات محدودة وغالبًا ما تفتقر إلى تمثيل سكاني شامل، تسعى هذه الدراسة إلى استخدام قاعدة بيانات دراسة العبء العالمي للأمراض (GBD) لعام 2021 لتحليل الاتجاهات الزمنية في انتشار الخرف المبكر. كما تقيم الدراسة عوامل المخاطر المساهمة في فقدان سنوات الحياة المعدلة بالعجز (DALYs).
الأساليب والإجراءات
تستند الدراسة إلى بيانات GBD 2021، التي تقدّر العبء العالمي لـ 371 مرضًا وإصابة، وتدرس مجموعة من العوامل المساهمة. وخلال التحليل، يصنف الخرف ضمن “مرض الزهايمر وغيره من أنواع الخرف” دون التمييز بين الأنواع الفرعية.
نتائج التحليل
خلال الثلاثين عامًا الماضية، تضاعف عدد حالات الخرف المبكر تقريبًا، حيث ارتفع من 3.675 مليون حالة في 1990 إلى 7.758 مليون حالة في 2021. في حين سجل معدل الانتشار العمري المعدل قليلًا من الزيادة، مما يشير إلى الحاجة الماسة لمزيد من الوعي والاستجابة الفعّالة للحد من تأثير الخرف المبكر.
تجسد هذه التحليلات أهمية الإجراءات الصحية العامة وإعادة تقييم الاستراتيجيات المعتمدة لمواجهة تحديات الخرف المبكر من كافة جوانبه