وباء التيفوئيد: تحليل جديد لمقاومة المضادات الحيوية في الهند
لمحة عن تيفوئيد الأمعاء
تعدّ حمى التيفوئيد من الأمراض المعدية التي لا تزال تمثل عبئًا كبيرًا على الصحة العالمية، حيث تشير التقديرات إلى حدوث 9.32 مليون حالة في عام 2021، مع حوالي 107,000 حالة وفاة مرتبطة بها. تنتشر هذه الحالات بشكل غير متناسب في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط في آسيا وإفريقيا، وخاصة في جنوب آسيا، حيث تصل نسبة الإصابات إلى أكثر من 100 حالة لكل 100,000 سنة شخص، وفقًا للبيانات الجديدة من شبكة المراقبة لحمى التيفوئيد في الهند.
تعتبر التفشيات الناتجة عن سلالات مقاومة للعقاقير بشكل مكثف (XDR) في باكستان منذ عام 2016 مقلقة، حيث ينتقل هذا التهديد إلى دول مجاورة مثل الهند، التي تعاني من مشكلات مقاومة الأدوية بسبب سوء استخدام المضادات الحيوية. عقب جائحة كوفيد-19، هناك أيضاً تغييرات محتملة في أنماط المقاومة بسبب الاستخدام المكثف للمضادات الحيوية مثل الأزيثروميسين.
نتائج البحث
أُجريت دراسة تتضمن المرحلة الثانية من مراقبة الشبكة لحمى التيفوئيد (SEFI) في ثمانية مواقع عبر الهند بين عامي 2021 و2024، حيث تم جمع وتحليل عينات من الكائنات المسببة للأمراض. تم إجراء 270,228 زراعة دم ونخاع العظام، حيث أظهرت النتائج إيجابية 0.5% من العينات لسلالة S. Typhi و0.1% لسلالة S. Paratyphi A.
مقاومة المضادات الحيوية
أظهرت النتائج أن 99.3% من عزل S. Typhi غير حساسة للسيبروفلوكساسين، وبالمثل، كانت 98.9% من عزل S. Paratyphi A غير حساسة. كما أن 1.8% فقط من العزلات كانت متعددة المقاومة، مما يشير إلى استقرار مستويات مقاومة الأدوية. وعلى جانب آخر، تم الكشف عن 18 عزلة مقاومة للسيبروفلوكساسين من أحمد أباد بين يونيو 2022 وأبريل 2023، مما يستدعي استجابة سريعة.
التحليل الجينومي
حدد التحليل الجينومي للعزلات المقاومة للسيبروفلوكساسين أنها تنتمي إلى سلالة H58، وقد تم التعرف عليها كشكل جديد مرتبط بزيادة المقاومة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد تمت ملاحظة زيادة في الحد الأدنى لتركيز المثبط (MIC) للأزيثروميسين عبر السنوات في جميع المناطق بين عامي 2021 و2023، مما يدل على اتجاه متصاعد قد يؤدي إلى تفشي سلالات مقاومة للأزيتيروميسين.
الخلاصة
تتطلب البيانات المستخلصة من المرحلة الثانية لمراقبة الفيروس ضرورة التخلي عن استخدام الفلوروكوينولونات في علاج حالات حمى التيفوئيد والتركيز على مراقبة مستمرة لمعدلات مقاومة المواد المضادة للجراثيم. التطورات الأخيرة، بما في ذلك اكتشاف سلالات مقاومة جديدة، تسلط الضوء على أهمية التعاون بين الجهات الحكومية ومراكز التشخيص الخاصة لتعزيز أنظمة المراقبة.
دعوة للعمل
على الدول التي تعاني من زيادة حالات التيفوئيد أن تستثمر في تطوير برامج التطعيم ضد التيفوئيد وتبني استراتيجيات للحد من الاستخدام الزائد للمضادات الحيوية