زيارة وزير الخارجية السعودي إلى إسلام أباد في ظل تصاعد التوتر بين باكستان والهند
جهود الوساطة في تصاعد التوترات
وصل وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إلى إسلام أباد، عاصمة باكستان، يوم الجمعة، حيث التقى برئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف. وقبل ذلك، كان الجبير في العاصمة الهندية نيودلهي حيث التقى بوزير الخارجية الهندي سوبراهمانيام جايشانكر. يهدف الجبير، الذي يقوم بمهمة طموحة للغاية، إلى تهدئة التوترات بين باكستان والهند.
حيث دعا الجبير كلا الجانبين إلى الجلوس معًا للتوصل إلى حل سلمي. إلا أن الجارتين النوويتين على حافة الحرب، حيث يصر كل منهما على عدم الظهور بمظهر المتراجع أولاً.
تصاعد العنف والاتهامات المتبادلة
بدأت التوترات بعد هجوم قاتل نفذته مجموعة مسلحة على سياح هنود في كشمير الخاضعة للهند في 22 أبريل. ويتهم الهند باكستان بالتحرش، بينما تنفي إسلام أباد أي مشاركة في الهجوم. في مواجهة تصاعد العنف، شنت الهند هجومًا على الأراضي الباكستانية يوم الأربعاء، مما أدى إلى مقتل 36 شخصًا على الأقل، بينهم مدنيون، حسبما أفادت باكستان. وفي الوقت نفسه، أعلنت الهند عن مقتل 16 شخصًا في كشمير تحت سيطرتها نتيجة للقصف الباكستاني.
استمرت الاشتباكات عبر الحدود بعد الهجوم، حيث تعهدت باكستان بالرد. ووصلت الأعمال العدائية إلى ذروتها ليلة الخميس، عندما ادعت الهند أن باكستان نفذت جهودًا غير ناجحة لاستهداف بنى تحتية مدنية في 15 موقعًا مختلفًا.
دور القوى الكبرى والمواقف المختلفة
في ظل تصاعد التوترات، تلعب دول من الشرق الأوسط دورًا دبلوماسيًا ملحوظًا. في الماضي، كانت الولايات المتحدة تتولى زمام المبادرة في مساعي التهدئة. ومع ذلك، فإن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أبدى تفضيله لنهج أكثر تراجعًا، حيث وصف الصراع بأنه “ليس من مصلحتنا”. الهند تحظى بدعم من الولايات المتحدة، بينما تتلقى باكستان الدعم من الصين، والتي أدت طائراتها المقاتلة إلى إسقاط طائرتين حربيتين هنديتين.
مواقف الدول الأخرى
في سياق تصاعد التوترات، اتخذت معظم الدول في الشرق الأوسط موقفًا محايدًا، داعيةً إلى خفض حدة الصراع. لكن يمكن ملاحظة استثناءين رئيسيين: إسرائيل وتركيا. دعمت إسرائيل بشدة الهند بعد الهجوم الأول في أبريل، حيث وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن “إسرائيل تقف مع الهند في حربها ضد الإرهاب”. من ناحية أخرى، أدانت تركيا الهند بسبب “خطواتها الاستفزازية” تجاه باكستان، حيث أكدت على ضرورة القيام بتحقيق محايد في الهجوم.
السعودية كوسيط بين الجانبين
تجدر الإشارة إلى أن السعودية لعبت دورًا مؤثرًا في محاولات التهدئة. وأشار مصدر حكومي باكستاني إلى أن “باكستان تمنح المجال للدبلوماسية” من خلال تأجيل أي هجوم على الهند. وقد دعت كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر إلى ضبط النفس من قبل الطرفين.
دعم منظمة التعاون الإسلامي
وفي أعقاب الهجوم الهندي على باكستان، أصدرت منظمة التعاون الإسلامي بيانًا يعرب عن “القلق العميق” إزاء تدهور الأوضاع الأمنية في جنوب آسيا، مؤكدة على أن النزاع المستمر حول كشمير هو جوهر المشكلة. وأكدت المنظمة على حق الكشميريين في تقرير مصيرهم، ودعمت الدعوة الباكستانية لإجراء استفتاء.
الاستنتاج
تتزايد التوترات بين الهند وباكستان في الوقت الذي تسعى فيه القوى الإقليمية والدولية للوساطة. بينما يستمر كل من الجانبين في تبادل الاتهامات وتهديدات الرد، لا تزال جهود الدبلوماسية أمام الاختبار في محاولة لتهدئة الوضع المتفجر