Skip to content

تضحية الجنود أم سياسة الحكومة؟ جدل حول إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية في ظل تصاعد النزاع في غزة

# قدسية الحياة أم قدسية الائتلاف

## الافتتاحية: التوتر بين السياسة والواجب العسكري

في وقتٍ يتعرض فيه أبناء الشعب الإسرائيلي الأخيار للخطر على الجبهات، تثير السياسة المحيطة بالخدمة العسكرية الجدل. الحكومة الحالية، بدافع سياسي، تلجأ إلى إعفاء فئة كاملة من الخدمة العسكرية، في موقف يثير استياء واسعًا بين من تسنّى لهم الذهاب إلى المعارك.

## خلفيات الأزمة: الضحايا والاعترافات السياسية

في غضون 24 ساعة، فقدت إسرائيل أربعة جنود في معارك غزة، بينهم الرقيب في الاحتياط ألون فركس. ومع تلقي العائلات الفاجعة، ترددت في الساحة السياسية أخبار تدل على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد اعترف بأنه أقال وزير الدفاع يواف غالانت ورئيس الأركان هيرتسي هليفي بغرض تمرير قانون الإعفاء من التجنيد. هذا الأمر يطرح تساؤلات جدية حول أولويات الحكومة في ظل الظروف الصعبة.

## الأبعاد العسكرية: الوضع الميداني في غزة

تتواصل الاشتباكات الشرسة في غزة، حيث يسعى الجيش الإسرائيلي إلى تطهير المناطق من التهديدات، بينما عبرت حركة حماس عن رفضها المقترحات المؤيدة لوقف إطلاق النار. تشير التقديرات إلى أن عمليات الجيش لن تُختصر على مدة قصيرة، بل قد تمتد لشهور بل لسنوات. المعضلة تكمن في حجم الأنفاق التي يتم اكتشافها ومعدل الضحايا المستمر، الأمر الذي يزيد من تعقيد الوضع البشري والعسكري على حد سواء.

## السياسة والضغط الاجتماعي: الأثر على الحكومة

تتزايد الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، حيث يزداد الاستياء العام من تحركات السياسيين، خاصة الأحزاب الحريدية، لتأمين إعفاءات لرفاقهم من الخدمة العسكرية بينما يعاني الآخرون في الصفوف الأمامية. هذا الأمر يزيد من الفجوة بين الحكومة والمجتمع الذي يُقَدّم التضحيات، مما يهدد بتفكك العلاقة التقليدية بين السياسة والميدان.

## التحديات المستقبلية: الاختيار بين الائتلاف والأمن

بات واضحًا أن الحكومة الحالية تفضل الحفاظ على تماسكها الائتلافي على حساب الأمن القومي. هناك قلق متزايد من أن استمرار هذه السياسات سيؤدي إلى تفاقم التوتر الاجتماعي، حيث يميل العدد الأكبر من القوى العسكرية إلى عدم التسامح مع الإجراءات التي تحفظ الائتلاف على حساب أرواح المواطنين.

## الخاتمة: دعوة للتأمل

في الوقت الذي يخيم فيه الحزن على عائلات الشهداء، يثور التساؤل: أين تكمن أولويات الحكومات؟ هل ستستمر في اتباع سياسات تُعزز الانقسام، أم ستقوم بالتوجه نحو استراتيجية شاملة لبناء الأمن والسلام المستدامين؟ هذه هي المرحلة المقبلة التي ستحدد مستقبل إسرائيل.

Photo Credit:

Scroll to Top