التحول الرقمي في الخدمات المالية: كيف تبني المؤسسات تجارب مخصصة للجيل الجديد؟
بناء الثقة في عالم رقمي
تشهد الخدمات المالية تحولات كبيرة مدفوعة بالتطورات التكنولوجية والاحتياجات المتغيرة للمستهلكين، خاصة بين الأجيال الشابة. لقد أصبح بناء الثقة الآن يعتمد على التجارب الرقمية، حيث يجب أن تكون هذه التجارب سهلة ومرنة وتتناسب مع القنوات التي يستخدمها الجيل الجديد. بدلاً من الانجراف وراء صيحات المستهلكين المتغيرة، ينبغي على أنظمة الدفع أن تكون مبنية على هياكل مرنة ومنصات قابلة للتطوير التي تتماشى مع الاحتياجات المتغيرة للمستخدمين.
أهمية المرونة والشخصنة
في ظل سرعة تغير توقعات المستهلكين، تواجه المؤسسات المالية وأسواق الدفع تحديات متزايدة. كيفية بناء أنظمة واستراتيجيات وتجارب تتلاءم مع جيل لم يكتمل تشكيل تفضيلاته بعد؟ تتطلب الإجابة على هذا السؤال فهمًا عميقًا للاحتياجات والدوافع البشرية. وفقًا لديفيد دوروفي، نائب الرئيس الأول ورئيس التحول المؤسسي في i2c، يجب أن تكون جميع الجهود المالية محكمة حول الإنسان وتلبية متطلباته.
الابتكار دون تقيد بالاتجاهات السريعة
بدلاً من التعلق باتجاه واحد، يدعو دوروفي إلى إنشاء أطر ومنصات يمكنها التكيف والنمو مع احتياجات المستخدمين، محذرًا من المخاطر المحتملة التي تأتي من التركيز الزائد على اتجاهات قد تكون مؤقتة. كما أشار إلى أهمية الابتعاد عن النماذج التقليدية وعدم التنبؤ بمستقبل غير مؤكد، مثل مفهوم الميتافيرس.
تجربة دفع سلسة
تعتبر الحاجة إلى تقديم تجربة دفع متكاملة من الأمور الحيوية للمؤسسات المالية. قال دوروفي إن الأنظمة الحديثة يجب أن تكون مصممة بحيث تندمج عمليات الدفع بسلاسة في الحياة اليومية، بعيدًا عن تعقيدات العملية. كما سلط الضوء على أهمية فهم كيفية وثقة الأجيال الشابة، حيث يبني هؤلاء الثقة من خلال شاشاتهم، وليس من خلال التفاعل الشخصي.
الابتكار التكنولوجي والتأثير على الخدمات المالية
ترتبط التكنولوجيا الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوكشين ارتباطًا وثيقًا بتطور الأنظمة المالية، حيث أكد دوروفي أن هذه التقنيات لم تعد مجرد مفهوم في الأفق، بل يجب أن تُعتمد بشكل فعّال الآن. ويبرز أهمية كفاءة العمليات التي يمكن أن يسمح بها الذكاء الاصطناعي، مما يدفع المؤسسات للتركيز على تجربة العملاء.
تفهم التغيرات في تفضيلات الأجيال
أوضح دوروفي أهمية عدم الوقوع في فخ تقديم افتراضات عامة حول الأجيال المختلفة، مشيرًا إلى أن التفضيلات تتغير مع مراحل الحياة. فمثلا، الأجيال السابقة كانت تفضل تجارب معينة في مرحلة معينة من حياتهم، لكنهم يتطورون بمرور الوقت؛ لذا يجب على المؤسسات أن تتكيف مع هذه التحولات.
الاستنتاج
في نهاية المطاف، تتطلب عملية الابتكار في القطاع المالي مزيجًا مرنًا من الحلول التي تتكيف مع الاستراتيجيات التجارية وتفضيلات العملاء. إن الابتعاد عن الأنماط الجامدة والتوجه نحو الابتكار القائم على الإنسان يمثل الطريق لتحقيق النجاح في الأسواق المالية المستقبلية