Skip to content

جرف الكرامة: كيف تتكرر سياسات التجويع النازية في غزة تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي

الحرب في غزة: كيف تتعقب إسرائيل تكتيكات المجاعة النازية

معاناة الشعب الفلسطيني

تتكرر مآسي الجوع والفقر في غزة، حيث تشتد المعاناة اليومية لملايين الفلسطينيين. يقول أحدهم: “أطفالي سيأكلون الدقيق الملتصق بالأرض.” هذه الكلمات تعكس بؤس الواقع الذي يعيشه العديد من الأمهات والأسر الفلسطينية، حيث السكوت لا يُسمع إلا من تحت أنقاض الآمال المكسورة.

تظهر التقارير أن العائلات تخطو لمسافات طويلة بحثًا عن الطعام الذي لم يعد متوفرًا بسبب الحصار والقيود المفروضة، مما يجعل الحصول على احتياجاتهم الأساسية أشبه برحلة محفوفة بالمخاطر. وفي سياق هذا، أسفرت الهجمات الإسرائيلية على المدنيين عن مقتل أكثر من 30 فلسطينيًا وإصابة نحو 170 آخرين أثناء محاولتهم جمع المساعدات في رفح.

أزمة المساعدات في غزة

أصبحت المساعدات الإنسانية مصيدة، حيث يُنظر إليها كوسيلة للسيطرة، بدلًا من كونها دعمًا فعليًا للمتضررين. تُعتبر “مؤسسة غزة الإنسانية” (GHF) نموذجًا جديدًا لاستراتيجيات التغذية التي تُستغل لأغراض التحكم، حيث أن الغذاء الذي يُراد تقديمه لا يعدو كونه قيدًا آخر يضيف لأعباء السكان.

حسب تقارير منظمة الصحة العالمية، الحد الأدنى الضروري من السعرات الحرارية في حالات الطوارئ يُحدد بـ 2100 سعرة حرارية يوميًا، بينما معظم الفلسطينيين يتلقون أقل بكثير من ذلك. في الشمال، نُقل عن منظمة أوكسفام أن الأفراد كانوا يعيشون على 245 سعرة حرارية يوميًا، وهو ما يعادل أقل من علبة من الفول.

التركيز على تكتيكات الجوع

تاريخيا، استُخدمت المجاعة كسلاح، ومن الواضح أن التاريخ يعيد نفسه، حيث يشير الباحثون إلى تزامن الوضع الحالي في غزة مع استراتيجيات مماثلة تُعززها سياسات تتجاوز الفشل الإنساني إلى عملية ممنهجة من الحصار. يُذكر أن الفترة التي سبقت غزو ألمانيا للاتحاد السوفيتي في عام 1941 شهدت تطوير “خطة الجوع” من قبل النظام النازي، وهي الاستراتيجية التي أدت إلى وفاة أكثر من سبعة ملايين شخص.

الوضع الإنساني المتدهور

اليوم، يواجه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة وضعًا مأساويًا يتمثل في المجاعة المؤكدة. يُعاني الناس من فقدان كامل للكرامة، حيث لا يستطيع الكثير حتى الحصول على الخبز. تُصوِّر تجارب الأطباء في غزة مشاهد مُحزنة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وما تفعله هذه الظروف القاسية بالعائلات والأفراد.

خلال هذه اللحظات المأساوية، يُصرّ الأطباء على ضرورة الانتباه إلى نقد الحياة في غزة، حيث ما زال الكثيرون يتعالجون ولا يُسمع صوتهم. الوضع ليس مجرد حرب، بل هو سعي مُمنهج لقطع أي أمل في البقاء.

الخاتمة

تدور الأوضاع الإنسانية في غزة حول قضية البقاء على قيد الحياة، بينما تواصل المآسي جمع الناس في دوامات من اليأس. هذا الوضع لا يعكس فقط فشل الجهات المسؤولة، بل هو اختبار لإنسانيتنا جميعًا في مواجهة المصاعب. الناس هنا يبحثون عن قوت يومهم، لكنهم يجدون أنفسهم في مواجهة قسوة غير إنسانية ومعاناة لا تُحتمل، بينما يُنظر إليهم في بعض الأحيان على أنهم أرقام صغيرة في حسابات النزاع.

ظلت غزة مثالًا حيًا لما يمكن أن يحدث عندما يتحول الجوع إلى سلاح، وهو ما يتطلب من القادة والمجتمعات المعنية التوقف والتفكير: كيف يمكن للإنسانية أن تُخاطب أولئك الذين يُحرمون من حقهم في الحياة؟

Scroll to Top