Skip to content

حرب النفايات: صناعة إعادة تدوير البلاستيك في تركيا تواجه تحديات متزايدة مع تزايد الطلب على مواد معاد تدويرها عالية الجودة

حروب النفايات: صناعة إعادة تدوير البلاستيك في تركيا تتراجع ببطء

التحول نحو إعادة التدوير

مع قيام المزيد من الدول والشركات بحظر البلاستيك المستخدم لمرة واحدة، انتقل تصنيع البلاستيك المعاد تدويره من أوروبا إلى دول منخفضة التكلفة مثل تركيا. ومع ذلك، فإن هذه الصناعة العالمية التي تبلغ قيمتها 33 مليار دولار تضع معايير جودة عالية تفضل الشركات الكبيرة فقط. يسعى مصنعو البلاستيك الكبار في تركيا، من خلال ذراعهم المعنية بإعادة التدوير “بايجيف”، إلى تحويل إسطنبول إلى مركز عالمي لإعادة التدوير.

التحديات والفرص

تُعتبر تركيا ثاني أكبر منتج للبلاستك في أوروبا بعد ألمانيا، حيث تقوم بتصدير مئات الآلاف من الأطنان من السلع البلاستيكية إلى الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، تواجه هذه الصادرات حظراً وشيكاً ما لم تحتوي على 25 بالمئة على الأقل من المواد المعاد تدويرها، وفقاً للوائح الاتحاد الأوروبي الجديدة. وقد أدى هذا الأمر إلى موجة من الاستثمارات العامة والخاصة في البنية التحتية لإعادة التدوير في تركيا، مما رفع قدرتها إلى 1.5 مليون طن سنوياً، ومن المتوقع أن تتضاعف هذه السعة بحلول عام 2030.

القيود والنقص في المواد

رغم هذه الطموحات، إلا أن المصانع تعمل بأقل من طاقتها. حيث تواجه تركيا نقصاً في نفايات البلاستيك عالية الجودة اللازمة لتلبية الطلب، ما يسبب في استمرار انخفاض معدلات إعادة التدوير العالمية، التي لا تتجاوز 9 بالمئة. ومع ارتفاع استهلاك البلاستيك في البلدان الأجنبية، تكتفي تركيا باستيراد نفايات البلاستيك، مع العلم أن معظمها يأتي من المملكة المتحدة وألمانيا. ولكن، للحصول على أفضل نوعية من النفايات، فإن هذه البلدان تحتفظ بمعظم النفايات عالية الجودة للاستخدام المحلي.

فقط ثلث النفايات المستوردة يُحوَّل إلى مواد خام قابلة للاستخدام، بينما تُحرق باقي النفايات أو تُدفن في المكبات.

الاعتماد على الواردات

أدت ضغوطات عالمية في السنوات الأخيرة إلى إغلاق العديد من المصانع في الولايات المتحدة وأوروبا، بينما تستمر الشركات في توسيع عملياتها في تركيا. وعلى الرغم من أن الحكومة التركية قد فرضت حظراً على استيراد نفايات البلاستيك في 2021، إلا أن ضغط جماعات مثل “بايجيف” أدى إلى رفع الحظر لصالح لوائح صارمة تنظم الاستيراد.

تراجع الاستثمارات المحلية

تستمر المصانع الكبيرة في الاعتماد على عمال فرز غير مسجلين، حيث يلعب هؤلاء العاملون دوراً مهما في الحفاظ على إمدادات المواد اللازمة. ومع ذلك، تفرض القوانين الجديدة على المستوردين ضمان الدفع بمعدل لا يقل عن 100 ليرة تركية لكل طن، وهو ما يجعل العديد من المُعادِلين الصغار والمتوسطين غير قادرين على الوفاء بهذه المعايير.

دعوات لتحسين البنية التحتية

تشير المنظمات المحلية إلى أن الاستثمار في البنية التحتية لإعادة التدوير لا يزال منخفضاً، حيث لا يتجاوز 5 بالمئة من ميزانيات البلديات، وهو ما يبقى بعيداً عن النسب الموصى بها من قبل البنك الدولي. ومؤخراً، أطلقت وكالة البيئة التركية نظام استرداد للإيداع يستهدف جمع 20 مليار عنصر قابل لإعادة التدوير، ولكن النتائج حتى الآن تبدو متواضعة.

مستقبل مشرق أم قاتم؟

مع تراجع الطلب على البلاستيك المعاد تدويره، يعود العديد من المصاعدين إلى المواد البكر الأرخص. الشركات المتوسطة الدخل مثل ماليزيا والمكسيك تواجه الآن نفس الصعوبات في السوق. يبقى القلق بشأن استدامة هذه الصناعة قائماً، حيث أن الدول مثل الصين والهند لا تزال تحتفظ بمزايا تنافسية بسبب استهلاكها الأكبر من البلاستيك ومعايير الجودة الأقل

Scroll to Top