Skip to content

خطط ترامب لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن: تهديد وجودي للعرش الهاشمي وفتيل تفجر الأوضاع في المنطقة

2025-02-13 15:46:00

خطط ترامب تمثل “تهديدًا وجوديًا” للأردن

خلفية تاريخية

في 11 فبراير 2025، شهدت واشنطن اجتماعًا بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وملك الأردن عبد الله الثاني، والذي يُعتبر أحد أكثر الزيارات توترًا في تاريخ حكمه الذي يمتد لربع قرن. حيث كان الملك يراقب بصمت، بينما يردد الصحفيون أسئلة حول خطة ترامب للسيطرة على غزة، والتي اعتُبرت من قبل منظمات حقوق الإنسان والعديد من السياسيين بمثابة “خطة تطهير عرقي”.

توطين الفلسطينيين والخلافات الديمغرافية

أكد ترامب في الأسابيع الماضية أن الأردن ومصر سيكون عليهما استيعاب الفلسطينيين المطرودين كجزء من خطته “للسيطرة على غزة”. لكن التأكيدات من الأردن تشير إلى أن هذه الخطط غير مقبولة تمامًا. فقد حذر أندرياس كريغ، أستاذ الدراسات الدفاعية في كلية كينغ بلندن، من أن نقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى الأردن قد يكون بمثابة “نقطة النهاية للنظام الهاشمي”.

تعد التركيبة السكانية للأردن هشة بالفعل، حيث يُعتقد أن حوالي نصف سكانه من أصل فلسطيني، معظمهم هُجّروا خلال نكبة 1948 وحرب 1967. وأشار أنيل شيلين، المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأمريكية، إلى أن إسرائيل تسعى لطرد الفلسطينيين إلى الأردن منذ عام 1948، وهو ما غير هوية البلاد بشكل جذري.

القلق بشأن “العدوان الديمغرافي”

انطلقت فكرة توطين الفلسطينيين في الأردن من قبل مسؤولين إسرائيليين لعقود. وتبنت بعض الأوساط اليمينية الإسرائيلية شعار “الأردن هو فلسطين” في الثمانينات، مما يعكس الحجة الأيديولوجية بأن هوية الفلسطينيين يمكن أن تختصر في الأردن. وقد ساهمت بنود في معاهدة وادي عربة عام 1994، التي تحظر النقل الجماعي للسكان، في حماية الأردن من هذا “العدوان الديمغرافي”.

موقف الأردن تجاه المساعدات الأمريكية

صرح ترامب أن الولايات المتحدة قد تتوقف عن تقديم العون المالي إذا لم يتعاون الأردن ومصر مع خطته، إلا أن المسؤولين في عمان أبدوا استعدادهم للاستغناء عن المساعدات الأمريكية إذا كانت مرتبطة بإجبار الفلسطينيين على النزوح. وحذر الأكاديميون من أن هذه الخطط تعد تهديدًا وجوديًا للنظام الهاشمي، مع الإشارة إلى أن الوحدة بين القبائل الأردنية والمجتمعات الفلسطينية قد تكون السمة البارزة في هذا السياق.

تهديد المقاومة المسلحة

مع تصاعد النزاع في غزة على مدى 16 شهرًا، وُضع النظام الأردني تحت ضغط شعبي شامل للتصدي لإسرائيل. ورغم قمع الاحتجاجات، فإن نقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين إلى الأردن يمكن أن يؤدي إلى ثورة جديدة ضد الحكومة والنظام الملكي.

إذا اضطرت عمان إلى استيعاب مئات الآلاف من الفلسطينيين، ربما تجد نفسها في خضم صراع عسكري أو تستحضر نوعًا من المقاومة المسلحة، مما يعيد للأذهان الحقبة التي شهدت صراعًا تاريخيًا بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

الخلاصة

تحذر العديد من الدراسات والتقارير من أن خطة ترامب، إذا تم تنفيذها، قد تؤدي إلى إعادة تشكيل الخارطة السياسية في الأردن بشكل يعرض استقراره للخطر، مما قد يعيد البلاد إلى مسار من الاضطراب والصراع الداخلي.

الوسوم

  • ترامب
  • الأردن
  • فلسطين
  • السياسة الأمريكية
  • النزاع الفلسطيني الإسرائيلي
  • الملك عبد الله الثاني
  • مقاومة
  • ديمغرافيا
Scroll to Top