دراسة جديدة تتحدى اعتقاداً شائعاً بشأن تغطية الإعلام للشرطة

تحليل استخدام الذكاء الاصطناعي في الصحافة المحلية

تتحدى دراسة جديدة من معهد روتشستر للتكنولوجيا وخبراء جامعة كارنيجي ميلون الاعتقاد السائد بأن وسائل الإعلام المحلية أصبحت أكثر انتقادًا للشرطة في السنوات الأخيرة. نشرت هذه الدراسة في Proceedings of the National Academy of Sciences (PNAS)، واستخدمت تقنيات متقدمة من الذكاء الاصطناعي (AI) لتحليل عشر سنوات من التغطية الإخبارية المحلية حول الشرطة في الولايات المتحدة.

نتائج الدراسة

طبق الفريق نماذج لغوية كبيرة على مجموعة بيانات تضم أكثر من 250,000 مقال إخباري من 10 مدن متنوعة سياسيًا. وقد وجدت النتائج أن النقد الموجه للشرطة في وسائل الإعلام المحلية ظل ثابتًا بشكل ملحوظ من عام 2013 حتى عام 2023. كما لم تُظهر التغطية اختلافات كبيرة بين المدن المحافظة والمتحررة، مما يعني أن وسائل الإعلام المحلية لم تقم بتكييف تغطيتها حول الشرطة بما يتناسب مع السياسية المحلية لجمهورها.

في حين أن هناك ارتفاعات في انتقاد الشرطة بعد حوادث بارزة، مثل مقتل جورج فلويد في عام 2020، وجدت الدراسة أن هذه الزيادات كانت مؤقتة ولم تؤدِ إلى تحول طويل الأمد نحو تغطية أكثر انتقادًا. في الواقع، منذ عام 2020، زادت التقارير المحلية التي تدعم فكرة فعالية الشرطة بشكل طفيف.

الانطباع مقابل الواقع في استهلاك الأخبار

تستند هذه الدراسة إلى أبحاث سابقة من الفريق تتناول كيفية تغطية الأخبار لموضوعات الشرطة في معظم شبكات الأخبار الوطنية الكبرى مثل MSNBC وFox وCNN. ووجدت ورقة سابقة أن الأخبار الكبلية تميل إلى توجيه التغطية لتتماشى مع توقعات الجمهور، مما يؤدي إلى سرديات حزبية أكثر.

لإجراء هذه الدراسة، بدأ الباحثون بإجراء استطلاع وجدوا من خلاله أن غالبية الأشخاص، بغض النظر عن الانتماء السياسي، يعتقدون أن تغطية الأخبار للشرطة أصبحت أكثر انتقادًا مع مرور الوقت. ومع ذلك، لم يرَ الباحثون أدلة تجريبية تكفي لتغيير هذه التغطية على مدار السنوات.

منهجية الدراسة

لضمان التوازن، جمعت الدراسة الأخبار من 209 وسائل إعلام في مدن مقارنة – خمس في مناطق محافظة وخمس في مناطق متحررة. استخدم الباحثون أساليب معالجة اللغة الطبيعية لتحليل 1.3 مليون مقتطف من الصحف المحلية والمحطات التلفزيونية. كان عنصر رئيسي هو ضمان تضمين وجهات نظر متنوعة في النظام القائم على الذكاء الاصطناعي.

حيث قرأ نحو 500 من الجمهوريين والمستقلين والديموقراطيين مقتطفات من أخبار الشرطة لتقييم ما إذا كانت التغطية تدعم أو تتناقض مع بيانين رئيسيين: “الشرطة تحمي المواطنين” و”الشرطة عنصرية”. ساعدت هذه التقييمات البشرية في تدريب وتنقيح النماذج اللغوية الكبيرة التي قامت بقياس مجموعة البيانات الكاملة المتعلقة بأخبار الشرطة.

استنتاجات الباحثين

تشير نتائج الدراسة إلى أن الصحفيين المحليين الذين يقومون بتغطية القضايا المحلية لا يقعوا ضحية للانقسام الحزبي الذي يظهر على المستوى الوطني. يأمل الباحثون أن تقدم أعمالهم فهمًا أوضح وأكثر بيانات دقة لكيفية تغطية موضوع الشرطة في الأخبار المحلية.

صرح آشيك خودابخش، أستاذ مساعد في كلية الحوسبة وعلوم المعلومات في RIT ومؤلف مشارك في الدراسة: “للوسائط تأثير كبير على وضعنا الحالي في العالم. من خلال فهم أفضل كيف تغطي المصادر الأخبار وكيف يستهلكها الناس، يمكننا العمل على سد الفجوة القطبية التي لدينا اليوم.