تجربة مؤلمة للبحث عن المساعدة في غزة
رحلة محفوفة بالمخاطر
يصف يوسف الأجوري، البالغ من العمر 40 عامًا، في حسابه الشخصي الذي نشرته صحيفة “ميدل إيست آي”، الليلة التي قرر فيها التوجه إلى مؤسسة غازا الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة بحثًا عن حزم غذائية. بدءًا من نقطة انطلاقه في النصيرات في وسط غزة، كانت الرحلة طويلة وصعبة، حيث تطلب الأمر السير نحو كيلومتر واحد نحو طريق صلاح الدين.
الصعوبات والتحديات
تُبرز تجربته الصعوبات التي واجهها في الظلام الدامس، إذ لم يكن بإمكانهم استخدام أي مصابيح كهربائية لتفادي لفت انتباه القناصة الإسرائيليين أو المركبات العسكرية. كانت هناك مناطق مكشوفة، مما جعل الحاجة إلى الزحف على الأرض لتجنب التعرض للنيران أمرًا حتميًا. يقول الأجوري: “بينما كنت أزحف، رأيت عددًا من النساء وكبار السن يسيرون في نفس الطريق المليء بالمخاطر”.
مشاهد مأساوية
مع تقدمهم، تعرضوا لوابل من النيران الحية. اختبأ الجميع خلف مبنى مدمر، حيث وثق الأجوري بأن أي حركة ملحوظة كانت معرضة للخطر، وصادفتهم مأساة عندما استخدم شاب طويل ولطيف الشعر مصباح هاتفه في محاولة لتوجيه نفسه، وهو ما أدى إلى تنفيذ القناصة لهجوم قاتل. يُشير الأجوري إلى أن الشاب سقط على الأرض ميتًا في دقائق معدودة، ورغم المحاولات المحزنة لتغطية جسده، لم يتمكن أحد من مساعدته.
ذكرى الأصدقاء المفقودين
يحكي الأجوري أنه رأى على الأرض جثث ستة من الشهداء، مشددًا على الفوضى وفقدان الأمل التي تعيشها غزة خلال هذا الوقت العصيب. المشهد مليء بالمآسي الإنسانية، حيث يكشف النقاب عن التحديات اليومية التي تواجه السكان المدنيين في ظل الأوضاع الحالية.
تُعتبر هذه الشهادة تذكيرًا قويًا بالواقع المأساوي الذي يعيشه العديد من الفلسطينيين في غزة، حيث لا تقتصر القضايا على نقص المواد الغذائية، بل تشمل كذلك خطر الحياة اليومية نتيجة النزاع المستمر.
في هذه الأوقات الصعبة، يعمل العديد من المتطوعين على تقديم المساعدة للمتضررين في غزة، مما يعكس صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الأزمات