رحيل ديفيد هيرست: صوتٌ بارز في تغطية الصراع العربي-الإسرائيلي ومؤرخ للأحداث المضطربة في الشرق الأوسط

وفاة ديفيد هيست: مراسل الجارديان وخبير الشرق الأوسط

توفي ديفيد هيست، مراسل الجارديان البارز عن عمر يناهز 89 عامًا، بعد صراع مع السرطان، تاركًا وراءه إرثًا صحفيًا غنيًا عن منطقة الشرق الأوسط المليئة بالتغيرات الدرامية.

مسيرة صحفية متميزة

بدأت تجربة هيست في الشرق الأوسط بعد تخرجه من مدرسة روجبي وبدء خدمته الوطنية في مصر وقبرص بين عامي 1954 و1956. بعد ذلك، درس في جامعة أكسفورد وعاد إلى الشرق الأوسط كطالب في الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث أبدع في تعلم اللغة العربية. بدأ كتابة تقاريره للجارديان في عام 1964 كصحفي مقيم في بيروت وقبرص، واستمر في الكتابة هناك حتى عام 2001. وقد كتب أيضًا لعدة صحف أخرى مثل “Christian Science Monitor” و”Newsday” و”San Francisco Chronicle”.

تغطية الأحداث البارزة

بحلول نهاية السبعينات، كان هيست قد حقق سمعة قوية من خلال تغطيته للأحداث الكبرى مثل حرب الأيام الستة في عام 1967 وعودة القيادة الفلسطينية إلى غزة في عام 1994. كان كتابه “السلاح وغصن الزيتون: جذور العنف في الشرق الأوسط” الذي نشر في عام 1977، محط جدل، اعتبرته صحيفة “New Republic” كأحد أكثر الكتب “معاداة لإسرائيل” التي نشرت باللغة الإنجليزية.

استمرت تغطيته القوية للشرق الأوسط في تحدي الأنظمة في الدول مثل مصر وسوريا والسعودية والعراق، مما جعل منه هدفًا للمنع من الدخول إلى هذه الدول لفترات متقطعة. من بين إنجازاته البارزة كان تقريره عن مجزرة حماة عام 1982 التي نفذها نظام الرئيس حافظ الأسد، والتي كشف فيها عن أزمة عميقة في النظام العربي.

العلاقات والشخصية

تميز هيست بشخصية هادئة، ومع ذلك، تمتعه بالكفاءة في التحدث جعل من كلماته تحمل وزنًا وتحترم بين زملائه الصحفيين. كما وصفه الزملاء بأنه كان بعيدًا عن الغرور، ولكنه قدّر تعليقات زملائه المعروفين على موهبته التحليلية.

تزوج من عالمة الأنثروبولوجيا الاجتماعية، أمينة، في عام 1995، وكان للثنائي منزلاً على الواجهة البحرية في بيروت حيث عاشوا معًا خلال سنوات الحرب الأهلية اللبنانية.

إرثه وفاته

توفي هيست بعد تلقيه تشخيصًا بسرطان، وكانت إحدى تمنياته هي إنهاء النسخة الجديدة من كتابه “السلاح وغصن الزيتون”. وقد نُشر له آخر مقال في عام 2024، حيث تناول فيه الوضع المعاصر في إسرائيل من منظور تاريخي. يُذكر أنه عاش السنوات الأخيرة من حياته في فرنسا، حيث كان يستمتع بمشاهدة أخبار تحليلية على قناة الجزيرة.

يُجل هيست كأحد أبرز المراسلين الذين ساهموا في فهم تاريخ وتأثيرات الصراع في الشرق الأوسط، ويترك وراءه زوجته أمينة، وأخته إستر، وأخاه ريموند.

Scroll to Top