2025-03-02 02:03:00
رمضان في رفح: تجمع عائلي بين الأنقاض
تجمع عائلي في رمضان
اجتمع عدد من الأسر الفلسطينية في رفح، جنوب غزة، يوم السبت، أول أيام شهر رمضان المبارك، على مائدة إفطار تمتد لأكثر من مئات الأمتار فوق أكوام الأنقاض. وحولهم، سقطت المباني نتيجة الصراع المستمر بين إسرائيل والمسلحين الفلسطينيين، مما ترك حيا بأكمله دمارا مروعا. “الناس يشعرون بالحزن العميق، وكل شيء من حولنا مؤلم,” قالت مالك فدى، التي نظمت وجبة الإفطار الجماعية. “لذلك قررنا إحياء جوا من الفرح في هذا الشارع كما كان قبل الحرب.”
حالة التوقف والحذر
بينما بدأ الناس بتناول الإفطار، كانت حالة من عدم اليقين تحوم حول مراحل الهدنة في غزة، التي اقتربت من نهايتها بعد أكثر من 15 شهرا من القتال. ومن المتوقع أن تمهد المرحلة الثانية الطريق لإنهاء أكثر ديمومة للحرب، لكن المفاوضات لم تسفر عن نتائج حتى الآن. وتدفق صوت الموسيقى من مكبرات الصوت وسط الحشد، حيث جلس الجميع على صف طويل من الكراسي البلاستيكية تحت الزينة والأعلام الفلسطينية.
تأثير الحرب على غزة
خلف الصراع، أدى الهجوم الذي شنته مجموعة حماس المسلحة على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 إلى تدمير أو تضرر أكثر من 69% من المباني في غزة. وأجبرت القذائف الإسرائيلية والصراع على نزوح شبه كامل لسكان المنطقة، مما أثار أزمة غذائية واسعة النطاق، وفقًا للأمم المتحدة. ورغم أن الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في 19 يناير سمحت بتدفق المساعدات إلى الأراضي الفلسطينية المدمرة، إلا أن مئات الآلاف ما زالوا يعيشون في خيام، بينما يقيم العديد منهم في أنقاض منازلهم السابقة.
“في أول يوم من رمضان، كنا نأمل في العودة إلى بيوتنا لنفطر مع عائلاتنا,” قالت أم البارئ حبيب، إحدى المقيمات في رفح. وتضيف: “لكن هذه إرادة الله، وسنبقى صامدين.”
إصرار على الاحتفال
في مدينة بيت لاهيا شمال غزة، اجتمع العشرات معًا وسط الأنقاض ليكسروا الصيام في ضوء المساء المتلاشي. “نحن هنا في وسط الدمار والخراب وسنبقى صامدين، رغم الألم وجراحنا,” قال محمد أبو الجديان. “هنا نتناول الإفطار على أرضنا ولن نغادر هذا المكان.”
وضع إنساني صعب
قبل فجر يوم السبت في مدينة خان يونس الجنوبية، أضواء ملونة زاهية أضاءت حيًّا دُمّر بشكل كبير حيث تجمع عدد قليل لتناول وجبة السحور. وقد كتب على جدار متبقٍ م mural يُظهر “رمضان يجمعنا” مع الهلال. لكن الفرح المعتاد لشهر رمضان جلب القليل من الأمل للعديد من النازحين. “أطفالي يسألونني أحيانًا عن الملابس والطعام، لكن لا أستطيع توفير ذلك لهم لأنني بلا عمل منذ عام ونصف,” قال عمر المدحون، المقيم في مخيم جباليا بشمال غزة.
صفقات ومعاناة
بلغ عدد القتلى الذين سقطوا نتيجة اعتداء حماس 1,218 شخصًا، معظمهم مدنيون، في حين بلغ عدد القتلى في غزة نتيجة الاعتداء الإسرائيلي 48,388، بحسب وزارة الصحة في غزة. وقد أسفرت المرحلة الأولى من الهدنة عن إفراج حماس عن 25 رهينة حية وإعادة جثث ثمانية آخرين إلى إسرائيل مقابل أكثر من 1,700 أسير فلسطيني.
الوضع الإنساني والحميمية الرمضانية
ضمن زخم الأضواء والزينة الرمضانية، يواصل سكان غزة التأقلم مع واقعهم المرير. وعلى الرغم من معاناتهم، فإن الغالبية منهم لا تزال تحتفظ بروح التضامن والأمل في العودة إلى حياة طبيعية.
#رفح #غزة #رمضان #الإفطار #حماس #الأزمة_الإنسانية