زيادة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بنسبة 18,000%
التقرير
شهدت اقتحامات المستوطنين الإسرائيليين للمسجد الأقصى زيادة كبيرة، حيث ارتفعت النسبة بأكثر من 18,000% منذ عام 2003، عندما سمحت السلطات الإسرائيلية للمستوطنين بتجاوز إدارة الأوقاف الإسلامية لدخول ثالث أقدس المواقع الإسلامية. وفقًا للأرقام الصادرة عن الأوقاف، دخل 289 مستوطنًا للأقصى في عام 2003 عبر باب المغاربة، القريب من حائط البراق. منذ ذلك الحين، ارتفعت الأعداد بشكل ملحوظ عامًا بعد عام، مع تراجعها خلال ذروة جائحة كورونا في عام 2020، حيث سجلت الاقتحامات 18,562.
البيانات الحديثة
بحسب أحدث البيانات الكاملة، دخل المسجد الأقصى 53,488 مستوطنًا إسرائيليًا في عام 2024، مما يشير إلى زيادة بنسبة 18,507% مقارنة بعام 2003. وفي عام 2022، قبل هجمات 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، تم تسجيل 47,935 مستوطنًا اقتحموا المسجد، تحت حماية قوات الشرطة والجنود الإسرائيليين، بالإضافة إلى أعضاء من البرلمان الإسرائيلي وقادة دينيين خلال صلوات تحمل طابعًا مثيرًا للجدل.
موقف الحكومة الإسرائيلية
لعقود طويلة، كانت الحكومة الإسرائيلية تمنع الصلاة اليهودية في المسجد الأقصى خوفًا من اندلاع العنف في القدس والمناطق المحتلة الأخرى. إلا أن المستوطنين اليمينيين المتشددين عارضوا هذا الموقف، وحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة بدأت تدريجيًا بالسماح وتشجيع الصلاة اليهودية هناك. وقد دعا إيتامار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي المدان، بشكل علني إلى أداء الصلاة اليهودية في الأقصى.
الوضع الخطير
في الشهر الحالي، وخلال عيد الفصح اليهودي، دخل ما لا يقل عن 6,768 يهوديًا ساحات المسجد، وفقًا للأوقاف، وهو عدد يفوق جميع الزوار اليهود الذين حضروا خلال العطلات العام الماضي. وفي نفس السياق، أفاد مسؤول من الأوقاف لموقع “ميدل إيست آي” بأنه خلال فترة عيد الفصح، كانت هناك على الأقل أربع محاولات فاشلة من قبل المستوطنين الإسرائيليين لذبح الحيوانات في ساحة المسجد.
الاتصالات الأمريكية
اتهم المسؤول الإسرائيليين بعدم “احترام” المكان المقدس للمسلمين، مشيرًا إلى أن الجهود المتكررة للتواصل مع الجانب الأمريكي لم تؤد إلى نتائج إيجابية. حيث قال: “لقد تواصلنا مع الأمريكيين على مدى السنوات الأربع الماضية، لكن في النهاية، أوضحوا لنا أنهم لا يمكنهم اتخاذ أي قرارات تخص الأقصى”.
الوضع القائم
منذ حرب 1967، كان هناك ترتيب قائم بين إسرائيل والفلسطينيين والأردن، بوصفها وصية على المواقع المقدسة المسيحية والإسلامية في القدس، يسمح بزيارة غير المسلمين في أوقات معينة. لكن منذ عام 2003، سمحت السلطات الإسرائيلية للمستوطنين بالدخول إلى المسجد بشكل شبه يومي، باستثناء يومي الجمعة والسبت، رغم أن الحاخامية الإسرائيلية العليا تحظر دخول اليهود إلى الموقع لأسباب دينية.
القيود المفروضة
قال مسؤول الأوقاف إن الإسرائيليين فرضوا قيودًا صارمة على المصلين الفلسطينيين، مما يجعل من الصعب على الأوقاف تنفيذ أعمال الصيانة اللازمة. وأشار إلى أنه لا يمكنه حتى تغيير مصباح محترق في الأقصى دون إذن من إسرائيل، أو إصلاح نافذة أو تسرب مياه من صنبور مكسور. “الوضع اليوم جدًا صعب”، أضاف.
الدعوات لبناء الهيكل الثالث
في السنوات الأخيرة، بدأت عدة جماعات يهودية تدعو إلى بناء الهيكل الثالث في المكان الذي يقع فيه المسجد الأقصى وقبة الصخرة. وفي الأيام التي تلت انتهاء عيد الفصح، بدأت حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المؤيدة للمستوطنين بمشاركة مقطع فيديو تم إنشاؤه باستخدام الذكاء الاصطناعي، يظهر المسجد ينفجر قبل استبداله بالهيكل الثالث. وكان الفيديو يحمل التسمية “في العام المقبل في القدس، المخلص الآن