Skip to content

طفلة غزة “المسنة” تخسر لون بشرتها وشغفها بسبب الحرب: قصة معاناة ولجوء في خيمة

“الطفلة العجوز”: صدمة قصف إسرائيلي تحول شعر طفلة في غزة إلى الرمادي

خلفية مأساوية

كان عمر لانا الشريفي، الطفلة الفلسطينية، ثماني سنوات فقط عندما بدأت الحرب الإسرائيلية على غزة. بعد تسعة عشر شهراً من القصف والتهجير، تُعرف الآن في مخيم النازحين الخاص بها بـ “الطفلة العجوز”. يشهد شعرها الرمادي وبقعها البيضاء على بشرتها معاناتها، حيث تم تشخيصها بمرض البهاق بعد تعرضها لصدمة نفسية شديدة بسبب غارة جوية إسرائيلية على حيها في يناير 2024.

معاناة لا تنتهي

“كانت ترتجف من الخوف. لقد كانت نوبة هلع شديدة”، قال والدها، خليل الشريفي، لـ Middle East Eye من خيمة العائلة في خان يونس. بعد الهجوم، نقلوها إلى المستشفى حيث قضت 24 ساعة في الرعاية. ولكن بعد عودتها، ظهرت بقعتان بيضتان على وجهها خلال يومين.

قبل هذه الحرب، كان تسعة من كل عشرة أطفال في غزة يعانون من شكل من أشكال اضطراب ما بعد الصدمة، نتيجة الاعتداءات العسكرية المتكررة. ووفقًا لليونيسف، يحتاج جميع الأطفال في غزة، البالغ عددهم 1.2 مليون، إلى دعم نفسي وعقلي.

العلاج الغائب

بعد ظهور البقع البيضاء، ذهبت أسرة لانا مرة أخرى إلى المستشفى، حيث وصف لها الأطباء بعض المراهم والأدوية، ولكن حالتها كانت تزداد سوءًا. “بدأت البقع بالانتشار على وجهها وجسدها، وفي الأشهر الستة الماضية، أصبح شعرها يزداد رمادية”، أضاف والدها.

” لقد رأينا الأطباء لأكثر من عام، ولكن بدون العلاج المناسب ومع استمرار القصف، تدهورت الحالة.”

نقص حاد في الإمدادات الطبية

كانت الزيارات الطبية الأجنبية لأطباء فرنسيين وأمريكيين إلى غزة حتى يناير 2025 محصورة في ثلاث مناسبات فقط، مما يعني عدم قدرة 20,000 مريض فلسطيني على تلقي العلاج. يقول المدير الطبي لمجمع الشفاء، الدكتور محمد أبو سليمة، إن بين 12,000 و14,000 مريض بحاجة ماسة للعلاج خارج غزة. مع إغلاق معبر رفح، لم يُسمح سوى لبعض الحالات الطبية بالخروج.

التحديات النفسية

تم إحالة لانا للعلاج النفسي المجاني، ولكن أثره كان ضعيفاً. “أتوجب عليّ اقتراض المال لتغطية تكاليف التنقل”، قال والدها. تعيش لانا في حالة من الخوف والرعب، لا تجرؤ على مغادرة الخيمة وحدها.

“أجدها في بعض الأحيان ترسم وتبكي. أحاول الجلوس معها واللعب، ولكنها تشعر بالوحدة. أعرف أنها تشعر بشيء خاطئ”.

التفكير في المستقبل

بصوت خافت، قالت لانا: “أنا لا أستطيع التعود على صوت القصف. أشعر بالخوف”. كما تعبر عن حزنها بسبب نظرات الناس، حيث يسألها الأصدقاء: “لماذا شعرك رمادي مثل العجائز؟”.

هذا الوضع البائس يعكس واقع أطفال غزة الذين يعانون من آثار الحروب والصراعات المستمرة، ما يدعو المجتمع الدولي إلى التحرك للتحسين من ظروفهم المأساوية

Scroll to Top