طلاب كولومبيا يتلقون الثناء والانتقادات بعد اعتقال 75 طالبًا خلال احتجاج لدعم فلسطين
اعتقالات جماعية في مكتبة كولومبيا
أثارت احتجاجات طلاب جامعة كولومبيا التي أدت إلى اعتقال 75 طالبًا من قبل إدارة شرطة نيويورك ردود فعل متباينة، حيث جاء ذلك بعد احتلالهم غرفة في مكتبة بتلر كجزء من دعوتهم الموجهة لجامعة كولومبيا بصفتها المالية للاستثمار في إسرائيل. في ظهر يوم الأربعاء، تجمع حوالي مائة طالب جامعي، بقيادة حركة “تفكيك نظام الفصل العنصري في كولومبيا” (Cuad)، في غرفة القراءة “لورانس أ. وين” في مكتبة الحرم الجامعي، حيث أعادوا تسميتها بـ”جامعة باسل الأعرج الشعبية”.
في بيان أصدرته Cuad، خلال بدء “الاحتجاج الطارئ”، أكّدت الحركة: “طالما أن كولومبيا تموّل وتحقق أرباحًا من العنف الإمبريالي، سيستمر الناس في تعطيل أرباح وشرعية كولومبيا”. وطالب الطلاب الجامعة بتنفيذ إجراءات مشابهة لتلك التي رفعوها في المخيم التضامني مع غزة العام الماضي، بما في ذلك إقالة استثمارات الجامعة في إسرائيل، وفرض مقاطعة أكاديمية على المؤسسات الإسرائيلية، والعفو عن الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تعرضوا للعقوبات بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات.
تصاعد التوترات واعتقال الطلاب
تصاعدت التوترات أثناء الاحتجاج داخل المكتبة، حيث حاول ضباط السلامة العامة إخراج المحتجين. وأفيد بأن الطلاب والضباط أصابوا بعضهم جراء الاشتباكات. أُفيد بأن الاحتجاج وقع في أحد أكثر المباني ازدحامًا خلال امتحانات نهاية الفصل، وجاء في رد فعلها، أعربت رئيسة الجامعة، كلير شيبمان، عن عدم قدرتها على التعامل مع الوضع بدون دعم من إدارة شرطة نيويورك، مؤكدة رفض كولومبيا المطلق لمعاداة السامية وكل أشكال التمييز والاعتداء.
بعد عدة ساعات من الاحتجاج، حاول الطلاب مغادرة الغرفة، لكن ضباط السلامة العامة أغلقوا المخرج، طالبين منهم تقديم بطاقات هويتهم أو مواجهة الاعتقال بتهمة التعدي على الملكية. ورفض الطلاب الامتثال للمطلب، مما أدى إلى اعتقالهم.
ردود الفعل المحلية والدولية
أثارت هذه الاعتقالات ردود فعل متنوعة، حيث عبر العديد من الطلاب عن دعمهم للمحتجين عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيدين بشجاعتهم. في الوقت نفسه، انتقد مسؤولون، ومن بينهم وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الاحتجاج، مشيرين إلى أنهم سيقومون بمراجعة وضع تأشيرات الطلاب المحتجزين.
تعكس هذه الأحداث التوترات المتزايدة المرتبطة بالدعم الفلسطيني في الحرم الجامعي، مما يؤدي إلى دعوات لإزالة شرطة نيويورك من الحرم الجامعي واستهداف قضايا أكبر تتعلق بالقضية الفلسطينية.
استجابة الجامعة
أعلنت رئيسة الجامعة أن استخدام الشرطة كان ضروريًا في هذه الظروف، مشيرة إلى أن هناك شعورًا بالضعف في المجتمع الدولي. وقد أثار ردها انتقادات واسعة من قبل الطلاب الذين اعتبروها تلوم المحتجين على تصعيد الوضع.
الغضب الذي أعقب الاحتجاجات، وعدم الاستجابة من إدارة الجامعة، أعاد النقاش حول دور الأكاديميات في قضايا العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان.
كل ذلك يجعل هذه الأحداث واقعة مفصلية في تاريخ الجامعة، حيث تتصاعد حدة الاحتجاجات وتتزايد الدعوات للمسؤولية الاجتماعية من المؤسسات التعليمية