Skip to content

فرنسا تتبنى قانونًا ثوريًا للحد من تأثير «الموضة السريعة» على البيئة وحظر إعلانات العلامات التجارية الرائدة

تشديد القوانين الفرنسية على شركات الأزياء السريعة

تقدم مشروع قانون يهدف إلى تنظيم أداء شركات الأزياء السريعة

تمكن مشروع قانون في فرنسا يهدف إلى تنظيم الأداء البيئي و أنشطة الإعلان لشركات الأزياء السريعة من اجتياز أحدث جولة تنظيمية، ويتوقع أن يتم الانتهاء منه في وقت لاحق من هذا العام. يستهدف القانون بشكل خاص عددًا من عمالقة الأزياء السريعة مثل شركات التجارة الإلكترونية العالمية «شي إن» و«تيمو»، كما يُتوقع أن يؤثر على العلامات التجارية الأخرى المعروفة بسمات الأزياء السريعة مثل «إتش آند إم» و«زارا».

تفاصيل مشروع القانون والمراحل القادمة

تم التصويت لصالح القانون في مجلس الشيوخ الفرنسي الأسبوع الماضي بحصوله على 337 صوتاً لصالحه وصوت واحد فقط ضدّه. كما اجتاز التشريع في وقت سابق من هذا العام تحت تصويت بالإجماع في الجمعية الوطنية الفرنسية في مارس 2024. هذا الخريف، سيكون على لجنة مشتركة من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب من الجمعية الوطنية إعداد نص مشترك قبل الاعتماد النهائي للقانون.

نظام «Eco-Score» والعقوبات المحتملة

من المقرر أن يُدخل المشروع نظام «Eco-Score»، حيث سيفرض غرامات على شركات الأزياء السريعة ذات الأداء البيئي الضعيف. ستصل الغرامات إلى 5 يورو لكل قطعة ملابس في عام 2025، لتبلغ على الأقل 10 يورو للقطعة الواحدة بحلول عام 2030، أو حتى 50% من سعر المنتج مباشرةً قبل الضريبة. ستُحدد تقييمات الاستدامة لشركات الأزياء السريعة وفقًا لتقييم يستند إلى 16 مؤشرًا بيئيًا، تشمل تأثير التنوع البيولوجي، انبعاثات الكربون، القابلية لإعادة التدوير، واستهلاك المياه.

حظر الإعلان والعواقب المحتملة

سيتضمن القانون أيضًا حظرًا تامًا على إعلانات علامات الأزياء السريعة في فرنسا، مما يعرضها لغرامة قد تصل إلى 100,000 يورو (حوالي 115,120 دولارًا أمريكيًا) في حالة الترويج لمنتجاتها، حتى لو كانت المدفوعات من خلال الهدايا أو الرحلات.

ردود الفعل من مجموعات البيئة

على الرغم من ذلك، أعربت بعض مجموعات البيئة عن عدم رضاها عن التمييز الذي يثيره المشروع بين شركات الأزياء السريعة الكلاسيكية و«الأزياء السريعة الفائقة». يلاحظ بعض النقاد أن هذا القانون قد يكون له تأثير محدود على شركات الأزياء السريعة الأوروبية مثل «إتش آند إم»، «مانغو»، «بريمارك» و«زارا».

الأداء البيئي لشركة «شي إن»

تحمل شركة «شي إن» سجلًا مختلطًا فيما يتعلق بالأداء البيئي. في سبتمبر، أفادت تقارير بأن الهيئة الإيطالية للمنافسة فتحت تحقيقًا بشأن الشركة بسبب مزاعم تتعلق بادعاءات مضللة حول ممارسات استدامتها. في يناير، واجهت الشركة انتقادات من أعضاء البرلمان البريطاني بسبب عدم الشفافية في مصادر القطن المستخدم في منتجاتها، والشكوك حول وجود روابط محتملة بممارسات العمل القسري.

علاوة على ذلك، تم تصنيف «شي إن» كواحدة من أسوأ شركات الأزياء من حيث الجهود المبذولة في التخلص من الوقود الأحفوري، بحسب تقرير NGO Stand.earth حول «الأزياء الخالية من الوقود الأحفوري» لعام 2025. من بين 42 شركة أزياء عالمية، تم منح «شي إن» علامة F في أربعة من خمسة مجالات رئيسية للأثر، بأنها تخلفت عن المنافسين.

النظر في الطرح العام وأثره المحتمل

تخطط شركة «شي إن» لتصبح شركة مدرجة في البورصة في عام 2025. بينما قد يسمح هذا الأمر للشركة بالنمو بسرعة أكبر وجذب استثمارات أكبر، يمكن أن يوفر أيضًا فرصة للمستثمرين لمراجعة أدائها الضعيف في مجالات الاستدامة والاجتماعية، مما يدفع نحو التغيير.

تستمر هذه التطورات في تشكيل مستقبل صناعة الأزياء السريعة في فرنسا وأوروبا، حيث يصبح الضغط من قبل المستهلكين والمشرعين ضروريًا لضمان التغير الإيجابي في الممارسات البيئية

Scroll to Top