Skip to content

فشل الحصار على غزة: كيف تؤذي السياسات الإسرائيلية ذاتها بينما تعزز دعم أعدائها؟

تقييم القرارات السياسية في مواجهة حماس

تحليل استراتيجيات الحكومة الإسرائيلية

بينما نتطلع إلى المستقبل، يبقى السؤال حول فعالية قرارات الحكومة الإسرائيلية الكبرى، وخاصة تلك المتعلقة بمواجهة حركة حماس، في دائرة النقاش. بعد 592 يومًا من الصراع، يتضح بشكل متزايد أن الاستراتيجيات المستخدمة، مثل الحصار التام على قطاع غزة، قد تكون بعيدة عن تحقيق أهدافها.

الأثر السلبي للحصار

تظهر الأدلة أن الحصار، الذي كان يُفترض أن يُضعف حماس، ترك أثرًا سلبيًا على المجتمع المدني في غزة وأدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية. بعد عشرة أيام من فرض الحصار، أصدرت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تقريرًا يصفه بأنه “غير قانوني”، مشيرة إلى تأثيره القاتل على الأطفال والتهديدات للحياة من خلال منع وصول المياه والدواء.

كما أن ردود الفعل الدولية على هذا الحصار كانت سلبية، حيث استغلت بعض الدول هذا الأمر كذريعة لتفعيل دعاوي ضد إسرائيل في المحافل الدولية.

تراجع الدعم الدولي

بعد الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر، بدأت أيادي الدعم الدولي تتراجع عن إسرائيل، حيث تم فرض قيود على الصادرات العسكرية من عدة دول أوروبية. وزاد الضغط مع توقيع حوالي 40 عضوًا من الكونغرس الأمريكي على رسالة تطالب بوقف شحنات الأسلحة. هذا التصعيد وضع الحكومة الإسرائيلية في موقف حرج، ومع تصاعد الانتقادات، كان من الممكن أن تتحمل تداعيات غير مرغوبة على الساحة السياسية.

تغيير الاستراتيجية المطلوبة

في ظل هذا السياق، تُظهر التصريحات الأخيرة من زعماء الدول، مثل فرنسا وبريطانيا وكندا، تحذيرات واضحة بشأن استمرارية الحصار. هذه التحذيرات تأتي الآن من إدارة ترامب التي وضعت إسرائيل أمام خيار محدد: إما إنهاء الصراع أو مواجهة العزلة.

تتزايد التساؤلات حول كيفية استمرار الحكومة الإسرائيلية في اتباع نفس السياسات التي ثبت أنها غير فعالة. التحذيرات من الحصار كانت موجودة، لكن يبدو أن الخيارات تتجه نحو مزيد من الإغلاق، مما يعزز الموقف السلبي بالنسبة لإسرائيل في الساحة الدولية.

خطوات نحو المستقبل

على الرغم من العزم على تحقيق الأهداف العسكرية، من الضروري أن تنعكس السياسات بشكل إيجابي على الساحة الدبلوماسية. ينبغي على الحكومة الإسرائيلية أن تعرف كيف تعيد تقييم ممارساتها، خاصة عندما يتعلق الأمر باتخاذ القرارات التي تعود بالنفع على الشعبين المتنازعين.

في ظل الظروف الحالية، يبدو مفتاح الحل يكمن في التفكير العسكري إلى جانب السياسية، إذ إن استمرار الضغوطات الدولية وعدم التعلم من الأخطاء الماضية قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على المستقبل

Scroll to Top