قافلة المساعدات شمال أفريقيا تواجه معاملة سيئة في ليبيا الشرقية
قافلة “صمود” تنطلق لدعم غزة
أفادت تقارير أن قافلة المساعدات “صمود”، التي انطلقت من تونس لكسر الحصار الإسرائيلي على غزة، تعرضت لمعاملة سيئة واعتقالات من قبل السلطات في شرق ليبيا خلال عطلة نهاية الأسبوع. القافلة، التي تعني “الصمود” باللغة العربية، غادرت تونس في 9 يونيو وتضم حوالي 10 حافلات ومئة سيارة وآلاف المتطوعين من المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا، بالإضافة إلى أعضاء من نقابات عمالية وشخصيات سياسية وناشطين حقوقيين وأطباء وصحفيين وممثلين عن منظمات شبابية. تهدف القافلة إلى رفع الوعي الدولي حول الأزمة الإنسانية الناتجة عن الحرب الإسرائيلية على غزة وتقديم المساعدات.
عرقلة الطريق في سرت
في يوم الأربعاء، استقبلت القافلة بحفاوة في طرابلس، حيث قدم سكان المدينة الطعام والمأوى والوقود. لكن المنظمين أعلنوا يوم الأحد أن القافلة تم إيقافها في سرت من قبل السلطات التابعة لشرق ليبيا. منذ عام 2014، انقسمت ليبيا إلى إدارتين متنافستين: حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في غرب البلاد، التي يقودها رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة، ومجلس النواب في الشرق تحت سيطرة الجنرال خليفة حفتر.
حالة إنسانية متدهورة
أفادت لجنة التنسيق المشتركة للعمل من أجل فلسطين، منظم القافلة، بأنها تواجه “حصارًا عسكريًا” و”حصارًا منهجيًا” عند مدخل سرت منذ يوم الجمعة. كما اتهمت السلطات التابعة لحفتر بمنع تقدم القافلة وعزلها عن طريق قطع الاتصالات والإنترنت، ومنع وصول الغذاء والماء والمساعدات الطبية إلى نحو 1500 مشارك. تم أيضًا منع قافلة دعم نظمتها مواطنون ليبيون من دخول سرت. ودانت المنظمات الاعتقالات التي طالت بعض المشاركين، بما في ذلك على الأقل ثلاثة مدونين وثقوا رحلة القافلة منذ مغادرتها.
اعتقالات ومصاعب
تم التعرف على المشاركين المعتقلين وهم التونسي علا بن عمار والجزائريان بلال أورطاني وزيدان نزار، حيث تم اتهامهم بنشر “مقاطع فيديو مسيئة” وتعرضوا لنقص في التواصل مع المحامين أو العائلة. أفاد المتحدث باسم القافلة، وائل نوار، على صفحته في فيسبوك أنه تعرض للاختطاف والاعتداء وسرقة أمواله من قبل السلطات المرتبطة بحفتر. في بيان آخر يوم الأحد، طالبت المنظمات بالإفراج الفوري عن 13 مشاركًا لا يزالون محتجزين من قبل السلطات الليبية الشرقية.
ضغط خارجي
تشير بعض المواقع الإخبارية الليبية إلى أن القافلة توقفت عند مدخل سرت نتيجة ضغط من مصر، حيث صرحت القاهرة بأن أي شكل من أشكال النشاط المؤيد لفلسطين من “الوفود الأجنبية” على أراضيها يتطلب “تفويضاً مسبقًا”. وفي ذات اليوم، حثت إسرائيل السلطات المصرية على منع أي “أعمال استفزازية” ينفذها نشطاء مؤيدون لفلسطين. ولا يزال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يعتبر أحد الداعمين الرئيسيين لحفتر، على الرغم من أنهما على طرفي نقيض في الصراع الدائر في السودان.
مسيرة عالمية نحو غزة
تتضمن قافلة “صمود” الحركة العالمية نحو غزة، التي تضم حوالي 4000 ناشط من حوالي 80 دولة. كان من المقرر أن تتعاون الحركتان في مصر قبل التوجه إلى معبر رفح. ولكن تم منع “المسيرة العالمية” يوم الجمعة من قبل السلطات المصرية في محاولة الوصول إلى الإسماعيلية، حيث تم اعتراض العشرات من النشطاء في عدة نقاط تفتيش أحيانا تحت التهديد، وتمت مصادرة جوازات سفرهم قبل إجبارهم على الصعود إلى الحافلات.
في تصريح لوسائل الإعلام، عبر الناشط الفرنسي-الفلسطيني سامي عن استيائه، قائلاً: “يشعرني هذا بالخجل من الحكومة المصرية، ونحن هنا بشكل سلمي لكسر هذا الحصار وتقديم المساعدات الإنسانية، والآن نرى كيف يتم استقبالنا. إنه عار وتواطؤ مروع