القوى الشعبية: من هم العصابات في غزة التي تزودها إسرائيل بالسلاح؟
ظهور قوة جديدة في رفح
في منطقة صغيرة من أرض رفح، ظهرت مجموعة جديدة من الظل في الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني. تحت قيادة مهربين للمخدرات ولصوص مساعدات ومقاتلين مرتبطين بمجموعات عبر الحدود في مصر، قامت جماعة تُعرف باسم “القوى الشعبية”، بتعزيز سلطتها في جنوب غزة، بقيادة ياسر أبو شباب، وهو قائد عصابة ومعتقل سابق. في الشهر الماضي، أنشأت المجموعة صفحة على فيسبوك، مع مقاطع فيديو احترافية وشعار جديد. وقد تزامن هذا الدفع التسويقي مع اعتراف إسرائيل بتسليح عصابة أبو شباب، فيما يبدو كجزء من محاولة لإثارة الفوضى وتعزيز العناصر المناوئة لحركة حماس في غزة.
من هو ياسر أبو شباب؟
ياسر أبو شباب، الذي وُلِد في شرق رفح في أوائل التسعينيات، ينتمي إلى قبيلة التاربين البدوية المؤثرة، التي تمتد عبر سيناء وغزة وجنوب إسرائيل. ترك التعليم في سن مبكرة، ليبني سمعة في تهريب السجائر والحشيش والمواد المخدرة عبر الأنفاق والمعابر إلى غزة. في عام 2015، تم احتجاز أبو شباب من قبل حركة حماس بتهمة تهريب المخدرات وحُكم عليه بالسجن 25 عاماً. ولكن في أكتوبر 2023، أثناء الأيام الأولى من الحرب على غزة، هرب من سجن أسدا في خان يونس وسط قصف إسرائيلي، وتبقى ملابسات هربه غامضة.
الأنشطة أثناء الحرب
بعد هربهم، اجتمع أبو شباب وحلفاؤه مع بضع مئات من الرجال، مشكلين “القوى الشعبية” في اللغة العربية. تسيطر المجموعة على منطقة في جنوب غزة بالقرب من معبر كرم أبو سالم، الذي يربط بين غزة وإسرائيل ومصر. ذكر أبو شباب أنه يقود “مجموعة من المواطنين من هذا المجتمع الذين تطوعوا لحماية المساعدات الإنسانية من النهب والفساد”. على فيسبوك، تصف المجموعة نفسها بأنها “صوت الحق ضد الإرهاب لأجل وطن آمن للجميع”.
علاقة الجماعة بتنظيم الدولة الإسلامية
قال أفيغدور ليبرمان، أحد السياسيين المعارضين في إسرائيل، إن أبو شباب وقواته مرتبطون بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش). ومع ذلك، قال أندرياس كريغ، خبير أمني من King’s College London، إن بعض الأفراد من القبيلة قد يكونون قد ارتبطوا بذلك، لكن القبيلة نفسها ليست مرتبطة أيديولوجياً بالجماعات الجهادية. وقد أُعلنت بعض الأسماء البارزة في جماعة أبو شباب، مثل عصام النباهي وغسان الدهيني، كمقاتلين مرتبطين بمجموعات مسلحة سابقة.
لماذا تزود إسرائيل هؤلاء بالأسلحة؟
اعترف بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بتسليح عصابة أبو شباب، قائلاً: “استخدمنا القبائل في غزة التي تعارض حماس”. وتم تسليح العصابات بأسلحة تم الاستيلاء عليها من حماس وحزب الله. وقد اقترحت أجهزة الأمن الإسرائيلية أن أي هجوم محتمل لأبو شباب على إسرائيل ستكون تأثيراته ضئيلة.
تأثير ذلك على حماس
تفرض وجود القوات الشعبية على حماس القتال على جبهات متعددة، مما يضعف احتكارها للسلطة. وقد قُتل أكثر من 50 من عناصر أبو شباب على يد حماس، وفقاً لما ذكرته المجموعة.
هل تمتلك القوى الشعبية دعمًا خارجيًا؟
لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الجماعة تتمتع بدعم خارجي آخر. منذ مايو، أنشأت المجموعة حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي ونشرت مقاطع فيديو دعائية احترافية، مما قد يشير إلى دعم خارجي.
هل ستلعب القوى الشعبية دوراً بعد الحرب؟
من غير المحتمل أن تلعب القوى الشعبية دورًا طويل الأمد في غزة بعد الحرب، وفقًا لمصادر عسكرية. إن حجمها المحدود وعدم شرعيتها ضمن الفلسطينيين، بالإضافة إلى تعاونها المفتوح مع القوات الإسرائيلية، يجعلها غير قادرة على إدارة الأراضي أو إدارة شؤون المدنيين بصورة مستدامة