من مشروبات الماتشا إلى شوكولاتة دبي: كيف تكافح السوبرماركت للتكيف مع اتجاهات تيك توك

تأثير تيك توك على عادات الطعام

أصبح خوارزمية تيك توك واحدة من أكبر الألغاز في العصر الحديث، حيث تحدد ما يعتبره مثيرًا للاهتمام، مما يمنحه تأثيرًا ثقافيًا كبيرًا يمتد من الموضة إلى الموسيقى والسياسة. والأهم من ذلك أنها تؤثر بشكل متزايد على ما نأكله. كانت السوبرماركت في السابق رائدة في الاتجاهات، حيث تدرس العناصر الشائعة في قوائم الطعام في المطاعم وتعيد إنتاجها على رفوفها. لكن الوضع الآن قد تغير، كما تقول زوي سيمونز، طاهية تطوير العلامات التجارية في ويترس. حيث صرحت: “لقد flipped the power.”

أمثلة على التحولات الغذائية

إذا نظرنا عن كثب، نجد أن مشروبات الماتشا، وهي مصنوعة من شاي أخضر ياباني، قد زادت شعبيتها بشكل كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، والآن أصبحت جزءًا من قوائم الطعام في مطاعم مثل “بريت آ مانجر” و”ستاربكس”. في الأسبوع الجاري، أرجعت أكبر سلسلة مخابز في بريطانيا، “جريغز”، تحسين مبيعاتها إلى منتجات مثل “ماك آند تشيز” التي “أصبحت مشهورة على تيك توك”، حيث تم عرض مقطع الفيديو الخاص بها أكثر من 3 ملايين مرة.

ظهور الشوكولاتة الدبيّة

أحد الأمثلة البارزة هو “شوكلاتة دبي”، التي ابتكرتها سارة حمودة، بريطانية-مصرية تعيش في دبي، وأصبحت ضربة فيروسية. حيث حقق فيديو لمؤثر غذائي يتناول ذلك المنتج، الذي يحتوي على حشوة من كريمة الفستق والطهي مع الكنافة، أكثر من 120 مليون مشاهدة على تيك توك.

تستخدم السوبرماركت الآن أدوات الذكاء الاصطناعي التي تتعقب وصفات الطعام عبر الإنترنت، ومناقشات وسائل التواصل الاجتماعي، ومراجعات المطاعم لتتفاعل بشكل أسرع مع هذه الاتجاهات. حيث يمكن أن تطلق المنتجات الجديدة على الرفوف في غضون أسابيع فقط بدلاً من أشهر.

تحديات إمدادات المواد الغذائية

تسبب ارتفاع شعبية شوكولاتة دبي بالفعل في نقص الفستق. إذ ارتفعت أسعار الفستق من 6.65 يورو (£5.59) إلى 8.96 يورو للباوند، أي بزيادة تقارب 35%. وتشير التوقعات إلى أنها ستصل إلى 10.80 يورو بنهاية العام، رغم أن إنتاج الفستق قد زاد بشكل سريع.

الولايات المتحدة هي أكبر منتج لفستق في العالم، حيث تمثل مزارع الفستق في كاليفورنيا 43% من الإنتاج العالمي.

ضغوط على المزارعين والأسواق

تؤثر الطلبات المتزايدة أيضًا على صناعة الماتشا، حيث فرضت شركات الشاي مثل إيبودو وماروكيو كويامان قيودًا على شراء الماتشا بسبب ارتفاع الطلب.

في لندن، تواجه هانيفة هورست، التي فتحت مؤخرًا مقهى الماتشا وقهوة “فروذي” مع والدها، تحديات تتعلق بالنقص. حيث تقول: “النقص مشكلة كبيرة، وقد تفجرت في كل مكان”. ومع ذلك، شهد المقهى إقبالًا كبيرًا على الافتتاح.

ارتفاع التكاليف والتأثير البيئي

تتنوع الخيارات المبتكرة في قائمة هورست، إلا أن تكاليف المواد الخام المرتفعة تعيق إضافة نكهات جديدة مثل الفستق. كما تمثل تكاليف زراعة المحاصيل في مناطق تعاني من الجفاف مشكلة بيئية كبيرة، مما يثير مخاوف بشأن زيادة الطلب وتأثيراته السلبية.

وفي حالة استمرار هذه الاتجاهات، قد يؤدي التوسع السريع في زراعة المحاصيل إلى تدهور بيئي متزايد، حيث يتطلب زراعة الفستق كميات كبيرة من المياه ويشكل ضغطًا كبيرًا على الموارد المائية في المناطق المتضررة.

الخلاصة

تستمر تأثيرات تيك توك في تشكيل مشهد الطعام والشراب، بينما تجد السوبرماركت نفسها في وضع للتكيف بسرعة مع تلك التغيرات. ومع ذلك، تحمل هذه التحولات تحديات كبيرة للمزارعين والأسواق، مما يدفع إلى التفكير في المستقبل وكيف يمكن أن تؤثر الاتجاهات السريعة على البيئة وسلاسل الإمداد.

Photo Credit: