لبنان أمام خيار خطر: مواجهة إسرائيل أو صراع داخلي مع حزب الله تحت ضغط أمريكي متزايد

تحت الضغط المتزايد من الولايات المتحدة، تواجه الحكومة اللبنانية خيارًا خطيرًا

الحكومة اللبنانية: صراع مع إسرائيل أم مواجهة داخلية مع حزب الله؟

تحت ضغط متزايد من الولايات المتحدة، تجد الحكومة اللبنانية نفسها مجبرة على اتخاذ قرار حساس: هل ترغب في خوض حرب مع إسرائيل أم في مواجهة عسكرية داخلية مع حزب الله؟ خلال الأسابيع الأخيرة، كثفت الولايات المتحدة من ضغوطها على الحكومة اللبنانية لتسريع جهود نزع سلاح حزب الله. كانت الحكومة اللبنانية قد بدأت بالفعل في اتخاذ خطوات صوب هذا الاتجاه، ولكن ليس بالسرعة التي كانت الولايات المتحدة تأملها.

بدأت وسائل الإعلام اللبنانية تملأ التحذيرات من مصادر غير معلنة تفيد بأنه إذا لم يتم confiscating أسلحة حزب الله قريبًا، فقد يكون هناك خطر نشوب حرب ثانية مع إسرائيل. وفي يوم الثلاثاء، استجابت الحكومة اللبنانية وأعلنت أن الجيش اللبناني سيضع خطة لوضع الأسلحة حصرًا في يد الدولة بحلول نهاية العام. لكن حزب الله وحليفه السياسي، حركة أمل، اعتبروا في اليوم التالي أن القرار “كأنه غير موجود” واتهموا الحكومة بخدمة الأوامر الأمريكية.

تصعيد الضغوط الأمريكية وتأثيرها على الحزب

تشكل الضغوط الأمريكية من أجل نزع السلاح السريع بيئة قد تؤدي إلى سيناريو تحاول الحكومة اللبنانية تجنبه: مواجهة مباشرة مع حزب الله. وفي حال تم تجنيدها، قد تلجأ الجماعة إلى استخدام القوة للدفاع عن ترسانتها. الحكومة اللبنانية الحالية ولدت بعد الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل، حيث كانت الولايات المتحدة هي السبب وراء تشكيلها.

كانت هيمنة حزب الله على لبنان تستمر لمدة عقدين، حيث تحول من جماعة مقاومة إلى حزب يتحكم في الدولة ويحدد معظم سياسة لبنان الداخلية والخارجية. ومع ذلك، بعد حرب مدمرة مع إسرائيل تكبد خلالها الحزب خسائر كبيرة في القيادة والمقاتلين، تأثرت سيطرته على البلاد.

تحديات بناء الدولة ونزع السلاح

تحاول الحكومة الجديدة أن تتوخى الحذر. فهي تتجنب نشر مقاطع الفيديو التي تظهر الجنود وهم يصادرون مخازن أسلحة حزب الله في جنوب لبنان، إذ قد يؤدي أي تعامل عدائي مع الحزب إلى تصعيد المواجهات ويُغضب قاعدة الجماعة، التي تتألف إلى حد كبير من المسلمين الشيعة.

وتدرك الحكومة أن الظروف التي أدت إلى ظهور حزب الله لا تزال قائمة اليوم. إذ لا تزال إسرائيل تحتل أجزاء من جنوب لبنان، ويتعرض الشيعة في البلاد للفقر ويشعرون بأنهم غير مُمثَّلين من قِبَل الدولة.

توقعات مستقبلية تحت الضغط الدولي

تعتبر الولايات المتحدة أن وتيرة التقدم التي انتهجتها الحكومة تُمثل تأخيرًا في الإنجاز، حيث يشعر المسؤولون اللبنانيون بالقلق من عدم اهتمام الأمريكيين بتعزيز بناء الدولة اللبنانية. إن تسريع نزع السلاح قد يهدد جهود بناء الدولة ويقسم المجتمع اللبناني بدلاً من توحيده. وفي الساعات الأخيرة، تكررت الهجمات الجوية الإسرائيلية على لبنان، ما قد يُعزِّز من صعوبة موقف الحكومة.

“هذه العملية ستؤدي إلى دفع المزيد من القطاعات الشيعية نحو دعم حزب الله،” كما قال جوزيف داهر، مؤلف كتاب “حزب الله: الاقتصاد السياسي لحزب الله”.

من المتوقع أن تتزايد الضغوط الدولية على لبنان في الأسابيع المقبلة، حيث تتوافق آراء القوى الدولية حول ضرورة نزع سلاح حزب الله. يعتقد الدبلوماسيون أن الحل حول كيفية تنفيذ ذلك يعد أكثر أهمية من مجرد السؤال عن الضرورة.

Scroll to Top