مجلس الأمن الدولي يمدد مهمة قوات حفظ السلام في لبنان
تمديد لمدة 16 شهرًا تحت ضغط إسرائيلي وأمريكي
صوت مجلس الأمن الدولي بالإجماع يوم الخميس على تمديد مهمة القوات الدولية المؤقتة في لبنان (يونيفيل) لمدة 16 شهرًا، على أن يتم إنهاء المهمة بحلول نهاية عام 2026، تحت ضغط من الحكومة الإسرائيلية والولايات المتحدة. جاء هذا القرار في وقت يتطلع فيه المسؤولون اللبنانيون إلى دعم يونيفيل، خاصة قبل انتهاء ولايتها يوم الأحد.
تفاصيل القرار
تنص القرار الذي تمت الموافقة عليه على بدء انسحاب “منظم وآمن” لــ 10,800 جندي من قوات يونيفيل من لبنان في ديسمبر 2026، مما ينهي بذلك مهمة استمرت لأكثر من 47 عامًا. أُسس يونيفيل في عام 1978 لمراقبة انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان. وتكمن مهمتها الحالية في مراقبة ورفع تقارير عن انتهاكات اتفاق وقف النار المبرم في نوفمبر بين حزب الله ولبنان، لكي تتمكن القوات اللبنانية من تنفيذ شروط الاتفاق.
ضغوط على لبنان
القرار الذي اتخذه المجلس دعا الحكومة اللبنانية لتكون “المزود الوحيد للأمن” في جنوب لبنان، وطالب إسرائيل بسحب قواتها. تواصل إسرائيل احتلال خمس نقاط على الأقل في جنوب لبنان وتنفذ مئات الضربات الجوية التي تُعتبر انتهاكًا للهدنة، حيث تقول إن تلك الضربات تهدف إلى منع حزب الله من إعادة بناء بنيته العسكرية.
ردود أفعال دولية
جاء التصويت بعد شهور من الضغط من الحكومتين الإسرائيلية والأمريكية، اللتين جعلتا إنهاء مهمة يونيفيل من أولوياتها. أعربت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة، دوروثي شيا، عن أن تلك ستكون المرة الأخيرة التي تمدد فيها الولايات المتحدة مهمة يونيفيل، قائلة إن الوقت قد حان لإنهاء تلك المهمة.
كما أثنى ممثل إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، على القرار، مؤكدًا أنه “لأول مرة لدينا أخبار جيدة قادمة من الأمم المتحدة”. وقد اعتبرت إسرائيل أن يونيفيل يوفر غطاءً سياسيًا لحزب الله بعدم إنهاء تسليح الميليشيا في جنوب لبنان منذ انتهاء الحرب في 2006.
التحديات أمام قوات السلام
قوات يونيفيل إحدى القوات الأحدث من نوعها، فهي تعمل كقوات مراقبة ولا يمكنها استخدام القوة إلا في الدفاع عن النفس. إذ تُرسل الانتهاكات التي تلاحظها إلى الجيش اللبناني، الذي يقود جهود نزع سلاح حزب الله في المنطقة. كما تعرضت القوات لضغوط من قبل حزب الله، حيث يقوم المواطنون الموالون للحزب في جنوب لبنان بإيقاف الدوريات ورمي الحجارة على مركباتهم.
تعتبر الدولة اللبنانية أن يونيفيل ساعدت في إنشاء منطقة عازلة مع إسرائيل ودعمت جيشها المحدود به الموارد لاستعادة السيطرة على جنوب لبنان.
الخطوات القادمة للجيش اللبناني
رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، أثنى على القرار، مؤكدًا أنه “يؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل من المواقع الخمسة التي لا تزال تحتلها”. ستقدم القوات اللبنانية مطلع الأسبوع المقبل خطة لنزع سلاح حزب الله، مع الحرص على عدم إثارة أي مواجهة مع الحزب الذي يمتلك تسليحًا قويًا، لضمان الحفاظ على السلم الأهلي في لبنان.