مناقشات بين الحكومة الليبية والحكومة الأمريكية حول الأصول المجمدة
محادثات حول أصول ليبية مجمدة
أفادت مصادر مطلعة لموقع “Middle East Eye” بأن الحكومة الليبية المعترف بها دولياً، ومقرها في طرابلس، قد أجرت محادثات مع الإدارة الأمريكية حول تسهيل عملية إطلاق حوالي 30 مليار دولار من الأصول الليبية المجمدة. وقد تم تجميد هذه الأصول منذ الإطاحة بالزعيم الليبي السابق معمر القذافي في عام 2011، مدعومةً من قوات حلف الناتو. وبموجب الاقتراح، ستقوم الولايات المتحدة بحصولها على حوالي 10 مليارات دولار لإعادة استثمارها في ليبيا، مع التركيز على مشاريع البنية التحتية والطاقة.
تفاصيل الاقتراح والمفاوضات
تم طرح الاقتراح من قبل الحكومة الليبية برئاسة رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة، خلال زيارة وفد من المسؤولين الأمريكيين إلى ليبيا في أوائل عام 2025. وكذلك، تشير المصادر إلى أن هذه الخطة نالت اهتمام إدارة ترامب، حيث جرت مناقشات متتابعة حول الموضوع. وذكرت المصادر أن مستشار ترامب سينار بلس، ناقش الخطة مع مستشار الأمن القومي الليبي إبراهيم الدبيبة في الدوحة في نهاية أبريل.
أهمية صندوق الثروة السيادية
تأسس صندوق الثروة السيادية الليبي في عام 2006 بهدف إدارة الثروات الهائلة التي تتمتع بها ليبيا – أغنى دولة في إفريقيا من حيث احتياطيات النفط. يقدر بعض الخبراء أن قيمة الصندوق تصل إلى حوالي 70 مليار دولار، مع معظم الأصول موجودة في أوروبا. وتم تجميد حوالي 30 مليار دولار تحت الولاية القضائية الأمريكية في عام 2011، عقب التجميد الكامل الذي فرضته لجنة الأمن التابعة للأمم المتحدة.
في يناير 2025، حققت طرابلس نجاحاً مبكراً عندما قامت لجنة الأمن بإصلاح العقوبات على الصندوق، مما سمح له بإعادة استثمار العوائد من الاحتياطيات المجمدة.
قلق من الفساد والانقسامات الداخلية
رغم أن هناك دعمًا فوريًا لدبيبة من بعض الجهات، إلا أن إعطاء الحكومة الليبية الوصول الكامل إلى مليارات الدولارات في صندوق الثروة السيادية وسط انقسام البلاد وغياب الانتخابات قد يثير ردود فعل سلبية من المجتمع الدولي والليبيين.
حكومة الدبيبة تتهم قائد الشرق، خليفة حفتر، بالمسؤولية عن أحداث اختطاف لأحد أعضاء البرلمان. وقد أسفرت الحرب الأهلية التي اندلعت بعد الإطاحة بالقذافي عن انقسام ليبيا، حيث توجد حكومة موحدة في طرابلس وأخرى تابعة لحفتر في الشرق.
التوجهات المستقبلية
بينما لا يزال البيت الأبيض يقيم الاقتراح الليبي، تُظهر هذه المحادثات شخصية الإدارة الأمريكية القائمة على المبادئ التجارية. هناك إمكانية تحول المفاوضات الحالية إلى دعم إضافي للاستثمارات الغربية في مشاريع البنية التحتية في ليبيا، مما يعكس سعي ترامب للاستفادة من الموارد الطبيعية في إفريقيا.
تعتبر ليبيا في وضع حرج، حيث إن أي خطوات نحو استئناف الوصول إلى أصولها المجمدة قد تسهم في تحسين الوضع الاقتصادي الذي لا يزال هشًا.
صورة لمظاهرة أحبها سقطت أمام إحدى الساحات الشهيرة في طرابلس.
(Note: The hyperlink and image credit are placeholders as per the original instructions.)