نظرة نادرة: رسائل نادرة تكشف عن المساعي المبكرة للتعاون بين الهند وباكستان بعد التقسيم عام 1947

# الكشف عن رسائل سرية بين نهرو وذو الفقار علي خان في الفترة التي تلت تقسيم الهند

## تصنيف الملفات البريطانية التي احتفظت بها الحكومة لمدة 78 عامًا

تم الكشف عن مجموعة من الملفات السرية التي تحتفظ بها الحكومة البريطانية منذ 78 عامًا، حيث تم فك سرّها مؤخرًا. تحتوي هذه الوثائق على رسائل سرية أُرسلت في سبتمبر 1947 من جوهر لال نهرو، أول رئيس وزراء للهند، وذو الفقار علي خان، أول رئيس وزراء لباكستان. تقدم هذه الوثائق لمحة غير عادية عن فترة حرجة تلت تقسيم شبه القارة، حيث كان كل من قادة الهند وباكستان عازمين على الحفاظ على العلاقات الوثيقة.

## الحوار حول التقسيم والنظرية القومية

تُظهر الملفات أن نهرو وذو الفقار علي خان ناقشا مسألة التقسيم، “نظرية الأمة الواحدة” بين الهندوس والمسلمين، ومعاملة الأقليات، وضرورة التعاون بين الهند وباكستان. كما تكشف الوثائق عن تقارير من مسؤولين بريطانيين في شبه القارة اتهموا وزير داخلية الهند، فالاب بهائي باتيل، بدعم مفهوم “الهند الهندوسية”، مشيرين إلى أنه يسعى لطرد جميع الهندوس من باكستان حتى لو أرادوا البقاء.

## تراجع العلاقات بعد لقاء دلهي

على الرغم من مضي أقل من أسبوع على عقد مؤتمر في دلهي، شهدت العلاقات تأزمًا بعد أن علمت الحكومة الهندية أن ذو الفقار علي خان كتب سرًا إلى رئيس الوزراء البريطاني كليمنت أتلي في 10 سبتمبر، متهمًا الهند بعدم حماية المسلمين. عقب اكتشاف هذا الأمر، تصاعدت الأمور، حيث أعلن خان رفضه لنداء باتيل لاستقبال المزيد من اللاجئين المسلمين، مشددًا على أن “التقسيم لم يُخطط له وأن الحدود لم تُرسم على أساس دول ذات مجتمع واحد”.

## مناقشات حول الأديان والأقليات

كما يدل بأن الوثائق تحتوي على مواقف قوية من قبل نهرو تجاه الحكومة الباكستانية، حيث اتهم خان بأن حكومته تتبنى رؤية أحادية عن الوضع. ولم يترك نهرو فرصة دون أن يرفع صوت الانتقاد، مشيرًا إلى أن العنف أصبح نتيجة حتمية لـ”نظرية الأمة الواحدة” التي تروج لها الرابطة الإسلامية.

## تأثير الأحداث على العلاقات الثنائية

أظهرت الوثائق أن كلا الحكومتين كانتا تأمل في التعاون الوثيق كسبيل لضمان أمن الأقليات. ولكن العلاقات تدهورت بسرعة بعد أن اشتعلت التوترات حول كشمير، والتي أدت إلى صراعات مستمرة بين الهند وباكستان.

## ردة فعل المجتمع الدولي

تم نقل رسائل من المفوض السامي البريطاني في الهند تعكس القلق البالغ حول إمكانية انسحاب الهند من الكومنولث، وهو ما كان يعني عواقب وخيمة على الاستقرار في المنطقة.

## الخلاصة

لم تؤدي الأحداث التي حدثت بعد سبتمبر 1947 فقط إلى تفاقم النزاع بين الهند وباكستان حول كشمير، بل أفرزت صراعات وضغوطًا على الزعماء السياسيين في البلدين، الذين كانوا يأملون آنذاك في علاقات ودية وأن ينتهي العنف. هذه الوثائق تكشف عن عواطف متضاربة ورغبات مشتركة لم يكن بإمكانها تجاوز القضايا السياسية والجغرافية المعقدة التي شابهت تاريخ كلا البلدين.

Photo Credit:

Scroll to Top