تحولات في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني: من أوسلو إلى المواجهات الجديدة
مقدمة
في عمر ثلاثة عشر عامًا، انطلقت أفكار اتفاق أوسلو وزيرعه في ذهني. عشت في بيئة سياسية محددة، في الحي اليهودي بالقدس القديمة، حيث كانت الآراء متقاربة تجاه الاتفاق. آنذاك، كنا ندرك تمامًا أننا على متن حافلة يقودها سائقون يحملون آمالاً بلا أساس، يقودوننا صوب الاصطدام.
عودة إلى الذكريات
تتردد في ذاكرتي بعض العبارات التي كانت تتكرر في تلك الفترة، مثل “شرق أوسط جديد” لشيمون بيرس و”أعطني السلام وسأتنازل عن البرنامج النووي”. أتذكر أيضًا رئيس وزرائنا إسحق رابين وهو يتحدث عن أمل السلام، معتقدًا أن هذه ستكون الحرب الأخيرة. في تلك الأيام، كانت هناك مشاعر قوية للسلام، لكننا، للأسف، لم نستطع أن نطالب به كما نطلب الأشياء من آبائنا.
التحولات الجذرية في فهم الصراع
تتجلى المشكلة الأساسية في طروحات رابين وبيرس، حيث كانوا يعيشون بأفكار وأحلام قائمة على مثال النرويج، بينما نحن في منطقة جغرافية أكثر تعقيدًا. وفقًا لتقديرات جديدة، يبدو أن الأمل ببناء شرق أوسط جديد قد ينشأ فقط عندما تنجح قواتنا الجوية في استهداف الأهداف الإيرانية العسكرية بشكل دوري.
الأوضاع الحالية
الواقع الذي نعيشه اليوم يتعارض تمامًا مع أجواء أوسلو الإيجابية. لكن في ظل هذه التحولات، قد نكون على أعتاب بداية شيء قد يعتبر “شرق أوسط جديد حقيقي”. حدث ذلك وسط حالات من الانهيار في قوى مثل حماس وحزب الله وتدمير قدرات الجيش السوري.
التفكير العسكري الإسرائيلي
ما يشهده الوضع اليوم يعد تغييراً جوهريًا في العقيدة العسكرية الإسرائيلية، حيث لم نعد الوقوف موقف المتفرج. التأكيد على الهجوم كأفضل وسيلة للدفاع يمثل تحولًا مهمًا في استراتيجيتنا.
دعوة للنصر
مع أننا حققنا إنجازات كبيرة، إلا أن النصر الحقيقي لم يتم بعد. لذا، يأتي الوقت للرئيس الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتوجيه رسالة إلى قادة حماس في غزة، ليقول لهم: استسلموا، فلقد قضينا على كامل خط الهجوم. في حال عدم تحقيق ذلك، فقد يكون هذا هو نهايتكم.
خاتمة
ندرك تمامًا أن طريق النصر طويل ومعقد، وما زال هناك الكثير من التحديات أمامنا. ومع ذلك، فإن الأمل في تحقيق انتصار حقيقي لا يزال قائمًا، وعلينا الاستمرار في السعي لتحقيق ذلك