أسوأ مرحلة في الحرب الإسرائيلية على غزة: السيطرة على توزيع المساعدات
تصاعد الأوضاع الإنسانية
قال عمال الإغاثة إن “أسوأ نقطة” في الحرب الإسرائيلية على غزة قد حلت، حيث تتحرك إسرائيل للسيطرة على توزيع المساعدات في القطاع بمساعدة متعهدين خاصين أمريكيين وأدوات التعرف على الوجه. في ظل هذا الوضع، تساءل أحد عمال الإغاثة، وهو يتحدث بشروط عدم ذكر اسمه: “ما هي خياراتنا؟ هل نشاهد الناس يجوعون حتى الموت، أم نشاهدهم يجوعون بينما يحصل عدد قليل على الطعام؟”.
الحصار المتواصل وتأثيره
على مدار الشهرين الماضيين، منعت إسرائيل دخول الطعام والماء والكهرباء إلى غزة، مع تحذيرات من الخبراء حول احتمال حدوث مجاعة جماعية. الأسبوع الماضي، قدم ممثلو وحدة “كوغات” العسكرية الإسرائيلية، التي تشرف على تنسيق الحركة بين غزة وإسرائيل، خطة مفصلة للأمم المتحدة للسيطرة على توزيع المساعدات في غزة.
خطة إسرائيلية جديدة لتوزيع المساعدات
بحسب مذكرة من اجتماع 2 مايو التي اطلعت عليها “ميدل إيست آي”، سيتم تشغيل ما يصل إلى خمس “مراكز لوجستية” في جنوب غزة من قبل متعهدين أمنيّين خاصين، حيث سيتم توزيع المساعدات منها. سيقتصر دخول المساعدات على 60 شاحنة يوميًا، حيث يتم توزيع طرود تزن 20 كجم على من يتم التحقق من هويتهم بواسطة أدوات التعرف على الوجه، بينما سيتم تنبيه المستفيدين عبر رسائل نصية لجمع الغذاء والاحتياجات الأساسية.
ستكون الوجبات الساخنة هي الوحيدة المسموح بها ضمن هذه المراكز، ما يحظر عمل أي مطابخ أو مخابز أخرى في غزة. كما تفيد المعلومات أن خطة مشابهة تم اقتراحها خلال إدارة بايدن لكن لم تُنفذ حينها. وقد أعربت الحكومة الأمريكية عن دعمها للنظام الجديد، لكن لا يُعرف بعد ما إذا كانت تعتزم توفير التمويل.
رفض الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة
تعتبر الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المخطط الجديد انتهاكًا للمبادئ الإنسانية، مما قد يدفع المدنيين وعمال الإغاثة إلى مناطق عسكرية خطرة. في بيان بتاريخ يوم الأحد، أكد أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ومنسق الإغاثة الطارئة توم فليتشر أن “نحن لن نشارك في أي مخطط لا يلتزم بالمبادئ الإنسانية العالمية”.
ومع ذلك، وافق مجلس الأمن الإسرائيلي على الخطة بحضور أغلبية كبيرة، حيث ظهرت أدلة عبر الأقمار الصناعية يوم الأربعاء تشير إلى بدء العمل على بناء هذه المراكز.
إجراءات جديدة للمنظمات غير الحكومية
قال عمال الإغاثة إن هناك قلقًا أيضًا بشأن عملية جديدة تتطلب من المنظمات غير الحكومية الدولية إعادة تسجيل نفسها لدى الحكومة الإسرائيلية للعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وأشار أحد عمال الإغاثة إلى أن هذا النظام يتطلب تفاصيل حول كل شخص يعمل معهم، بما في ذلك المعلومات البيومترية.
انتقدت مجموعة من 55 منظمة تُمارس أنشطتها في إسرائيل والأراضي المحتلة هذه المعايير الجديدة والتي اعتبروها “غامضة وواسعة وسياسية” وتهدد بإيقاف أعمالهم.
##
في ختام الحديث، وصف أحد عمال الإغاثة الضغوطات الجديدة بأنها أسوأ مرحلة في أزمة شهدتها المنطقة. “عندما تجمع كل هذه الأمور مع الحصار، فإن الوضع أصبح يائسًا إلى حد يجعل الناس يقولون، ‘نعم، حسنًا، إذا كان هذا هو السبيل لتلقي المساعدات، فسوف نفعل ذلك لأنه وإلا سيهلك الجميع